اﻷربعاء 25 يونيو 2025 ص
الرئيس الأميركي يطالب بتخفيض من 2% إلى 3%
الأسواق تترقب تلميحات باول أمام مجلس الشيوخ
لم تُرضِ كلمات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي» جيروم باول، خلال شهادته أمام مجلس النواب أمس الثلاثاء، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي نجح بإقناع إيران وإسرائيل على إنهاء حرب الـ12 يوماً، لكنه لا يزال غير قادر على إثناء باول عن سياسته المتحفظة.
وبينما كان رئيس الفيدرالي يدلي بشهادته التي تأتي على يومين «أمس واليوم» كثف ترامب من انتقاده لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، وطالب بخفض سعر الفائدة القياسي بما يقرب من 2% إلى 3% عن المستويات الحالية.
أدلى رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمس، بشهادته أمام لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب، ويدلى بشهادة أخرى اليوم أمام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ.
كتب ترامب على منصته «تروث سوشيال»: «خضعت أوروبا لعشرة تخفيضات، بينما لم نتلقَّ أي تخفيضات».
وقال: «لا يوجد تضخم، واقتصادنا رائع، ينبغي أن نخفض الفائدة بنقطتين أو ثلاث نقاط على الأقل.. سيوفر ذلك على الولايات المتحدة 800 مليار دولار سنوياً، وأكثر».
أضاف ترامب مخاطباً صانعي السياسة النقدية: «يا له من فرق كبير سيصنعه خفض الفائدة، وإذا تغيرت الأمور لاحقاً إلى السلبية (يعني ارتفاع التضخم)، فلترفعوا معدل الفائدة مرة أخرى».
في منشور له على منصته تروث سوشيال، كتب ترامب: «فات الأوان.. سيحضر جيروم باول، من بنك الاحتياطي الفيدرالي، إلى الكونغرس ليشرح، من بين أمور أخرى، سبب رفضه خفض سعر الفائدة، آمل أن يُنهي الكونغرس خدمة هذا الشخص الغبي والعنيد».
أضاف ترامب: «سندفع ثمن عجزه لسنوات طويلة قادمة، على أعضاء مجلس الفيدرالي أن يتخذوا القرار بدلاً عنه، لنجعل الولايات المتحدة عظيمة من جديد!».
وانتقد ترامب باول علناً لعدم خفض أسعار الفائدة، وأكد مراراً وتكراراً وجوب إقالته، ويرى الرئيس أن ارتفاع أسعار الفائدة يُعيق الاقتصاد الأميركي بلا داعٍ، في المقابل فإن الاحتياطي الفيدرالي قلق بشأن توقعات التضخم بسبب رسوم ترامب الجمركية.
في نوبة غضب الأسبوع الماضي على «تروث سوشيال»، وصف ترامب باول بأنه «أحمق حقيقي» أعد تثبيت أسعار الفائدة مرة أخرى.
قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأعضاء الكونغرس أمس، إن الرسوم الجمركية المرتفعة قد تبدأ برفع معدلات التضخم خلال الصيف، وهي فترة ستكون محورية في نظر البنك المركزي بشأن إمكانية خفض أسعار الفائدة.
في غضون ذلك، استفسر أعضاء جمهوريون في لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب، عن سبب عدم الاستجابة لمطالب الرئيس دونالد ترامب بخفض الفائدة، وردّ باول أنه وكثيرين في مجلس الاحتياطي يتوقعون عودة التضخم للارتفاع قريباً، وبالتالي لا داعي للعجلة في خفض تكلفة الاقتراض.
أكد باول أنه لن يفتح الباب أمام خفض للفائدة في اجتماع يوليو المقبل، كما لمّح بعض زملائه في الفيدرالي، بل ولا في أي اجتماع محدد حالياً.
وقال باول: «لا أريد الإشارة إلى اجتماع بعينه. لا أعتقد أننا بحاجة إلى التسرع».
كما رجح بدء ظهور آثار الرسوم الجمركية خلال الصيف، في بيانات يونيو ويوليو، وأكد أن دور الفيدرالي ليس تأييد أو معارضة سياسة ترامب التجارية، وإنما التعامل مع الآثار التضخمية المتوقعة لتلك السياسات.
من المقرر أن يعقد بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي اجتماعه المقبل، في الـ29 والـ30 من يوليو، ليقر ما إذا كان سيخفض أسعار الفائدة، ويرأس باول لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، وهو واحد من أكثر من 12 مسؤولاً في البنك المركزي يصوتون على سعر الفائدة.
تنتهي فترة رئيس الفيدرالي الثانية في مايو المقبل، علماً أن الذي اختاره في عام 2017 لتولي مهمة الاحتياطي الفيدرالي هو الرئيس دونالد ترامب، وتبعه الرئيس السابق جو بايدن في التجديد لجيروم باول.
صرح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول سابقاً، عقب إعلان المجلس عدم نيته خفض أسعار الفائدة، قائلاً: «ما يريده الجميع في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هو اقتصاد أميركي قوي ومتين، مع سوق عمل قوية واستقرار في الأسعار».
قال باول : «نعتقد أن سياستنا في وضع جيد لتحقيق ذلك حالياً، وأنها ستكون قادرة على الاستجابة في الوقت المناسب وفقًا لتطورات البيانات».
بعد صدور شهادة باول، قلص المستثمرون رهاناتهم على خفض للفائدة في اجتماع يوليو، وزادوا احتمالات خفض الفائدة في سبتمبر، مع إمكانية خفض آخر لاحقاً خلال العام.
تتماشى تصريحات باول مع البيان السياسي الأخير للفيدرالي، حيث صوّت الأعضاء بالإجماع على الإبقاء على سعر الفائدة بين 4.25% و4.5%، دون الإشارة إلى خفض وشيك.
تُظهر توقعات الاحتياطي الفيدرالي الاقتصادية أن المسؤولين يتوقعون في المتوسط خفضين للفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية بحلول نهاية العام، وهو ما يتماشى مع تسعير الأسواق.
في الأيام الأخيرة، ظهر الانقسام على أعضاء الفيدرالي، إذ أشار ثلاثة من رؤساء الفيدرالي الذين عيّنهم ترامب، إلى إمكانية خفض الفائدة في اجتماع يوليو، في ضوء عدم ارتفاع التضخم بعد فرض الرسوم.
دعا عضو مجلس محافظي الفيدرالي كريستوفر والر، والذي ينظر إليه على نطاق واسع كأحد أبرز المرشحين لخلافة جيروم باول في رئاسة المجلس، إلى خفض الفائدة بدءاً من الشهر المقبل، مستبعداً أن تؤدي الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب إلى موجة تضخمية جديدة.
كما قالت رئيسة فيدرالي سان فرانسيسكو، ماري دالي، في بيان معد للنشر: « أصبحت أقل قلقاً بشأن تأثير التعريفات الجمركية على التضخم، مشيرة إلى أنه في حين أنها لم ترجح خفض الفائدة في يوليو، إلا أن احتمالات اتخاذ هذا القرار في الخريف ستكون أكبر».
بينما قالت عضو مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان، إن البنك ينبغي أن يفكر في خفض سعر الفائدة الرئيس في أقرب وقت ممكن بحلول اجتماعه المقبل في يوليو، وأضافت «إذا ظلت ضغوط التضخم تحت السيطرة، فسوف أؤيد خفض سعر الفائدة في اجتماعنا المقبل».
