وأكدت الوكالة أن الدلائل كانت واضحة، ليس فقط في انخفاض الإيرادات من مبيعات النفط، ولكن أيضا أظهر أوقات الرحلات الأطول، التي سلكتها ناقلات النفط الروسية، وأوقات العبور الطويلة التي كانت شحنات النفط الروسية تقضيها في البحر.
ومنعت الإجراءات الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والأعضاء الآخرون في مجموعة السبع،وكذلك أستراليا، شركات التأمين والممولين وشركات الشحن الغربية، التي تدعم معظم تجارة النفط العالمية من التعامل مع شحنات النفط الروسية، ما لم يتم بيعها أقل من المستويات، التي حددتها تلك الدول الغربية.
وتوقفت هذه الدول إلى حد كبير عن شراء النفط الروسي تماما، مما يعني أن سقوف الأسعار، تهدف إلى تقليل الدخل الذي تجنيه موسكو من مبيعات النفط في أماكن أخرى، دون منعه من التدفق في جميع أنحاء العالم، وقد يؤدي القيام بذلك إلى تشديد سوق النفط الضيق بالفعل ودفع أسعار النفط الخام العالمية إلى الارتفاع بشكل حاد.
وفي فبراير الماضي، تراجعت صادرات النفط الروسية بمقدار 500 ألف برميل، إلى 7.5 مليون برميل يوميا.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إنه "في حين أن الانخفاض أعاد صادرات النفط الروسية إلى مستوياتها المتوسطة لهذا العام، فإن الدخل الذي حققته انخفض إلى ما يقدر بنحو 11.6 مليار دولار، وهو ما يقل عن 2.7 مليار دولار عن الشهر السابق، ونحو نصف 22.1 مليار دولار التي كانت تحققها موسكو من أرباحها من صادرات النفط في مارس 2022، مباشرة بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وقال وكالة الطاقة في التقرير: "كان نظام عقوبات مجموعة السبع فعالا في عدم تقييد إمدادات النفط الخام والمنتجات العالمية، مع الحد في الوقت نفسه من قدرة روسيا على توليد عائدات التصدير".
وقالت وكالة الطاقة الدولية، إنها تتوقع الآن أن يبلغ إنتاج النفط الروسي 10.4 مليون برميل يوميا هذا العام، بزيادة قدرها 300 ألف برميل يوميا عما كانت تتوقعه الشهر الماضي، لكنها لا تزال أقل بمقدار 740 ألف برميل يوميا مقارنة بعام 2022.
وأشارت وكالة الطاقة الدولية أيضا، إلى أنه في سعيها وراء العملاء في أماكن أبعد، واجهت السفن الروسية أوقاتا أطول للرحلات، والتي يبلغ متوسطها حاليا ما يقارب 22 يوما من موانئها الشرقية، وحوالي 24 يوما من موانئها الغربية، مقارنة بأوقات الرحلات التي تستغرق حوالي 10 أيام و15 يوما. على التوالي، في يناير 2022.
وتحولت روسيا أيضا إلى عمليات النقل من سفينة إلى أخرى، حيث يتم ضخ النفط بين السفن في البحر، غالبا في المياه المحمية في البحر الأبيض المتوسط، من أجل المساعدة في نقل الشحنات لمسافات أطول.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن عمليات النقل من سفينة إلى أخرى، ارتفعت بشكل كبير إلى حوالي 180 مرة في يناير، أي ضعف متوسط المستوى في عام 2021.
توقعات الطلب خلال 2023
وفي نفس التقرير، تركت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب والعرض على النفط العالميين هذا العام دون تغيير في الغالب. وقالت إنها لا تزال تتوقع نمو الطلب بمقدار مليوني برميل يوميا هذا العام، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تعافي الاقتصاد الصيني، بعد إنهاء إجراءات الإغلاق الوبائية.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يصل إجمالي الطلب هذا العام إلى 102 مليون برميل يوميا، أي بزيادة قدرها 100 ألف برميل يوميا، عما كانت تتوقعه الشهر الماضي. وقالت وكالة الطاقة الدولية، إنه من المتوقع أن تواجه إمدادات النفط صعوبة في مواكبة الطلب على النفط، مما يهدد بدفع سوق النفط إلى عجز في الإمدادات في النصف الثاني من العام.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إنها تتوقع أن يبلغ إجمالي إمدادات النفط 101.6 مليون برميل يوميا هذا العام، بزيادة 300 ألف برميل يوميا عن توقعاتها الشهر الماضي، لكنها لا تزال أقل من مستويات الطلب المتوقعة.