هل ما زلنا نتحدث عن «سيارة»؟ أم أننا أمام جهاز ذكي ضخم مزوّد بعجلات؟
في عام 2025، لم تعد قيمة سيارتك ترتبط فقط باسم الشركة أو عدد الأحصنة تحت غطاء المحرك، بل بعدد الأسطر البرمجية التي تتحكم بكل تفصيلة فيها.
نحن لا نبالغ، سيارات اليوم تشبه الهواتف الذكية لكنها تزن طناً وتُحدّث نفسها وهي تسير.
في الماضي، كانت السيارة محركاً وناقل حركة وبعض الإلكترونيات، أما اليوم، فهي تجمع بين:
سيارة مثل «تسلا» (Tesla) تغيّر آداءها عبر تحديث رقمي. نعم، يمكنها أن تُصبح أسرع وأذكى من خلال «مجرد» تحميل برمجية جديدة.
أما (Xiaomi SU7) فتتباهى بأنها «ذكية قبل أن تكون سيارة»، تقدم واجهة استخدام تُشبه الهواتف الذكية، مع تخصيص عالٍ يعتمد على الذكاء الاصطناعي.
شراء سيارة اليوم لا يعني امتلاك مركبة فقط، بل نظام تشغيل قابل للتحديث والترقية.
هل تريد ميزة الركن الذاتي؟ قد تحتاج لاشتراك شهري.
هل تحلم بتسخين المقاعد؟ قد تكون محجوبة خلف «جدار دفع رقمي» (paywall).
لكن هذه البرمجيات تُقلل من الأعطال الميكانيكية، وتُخفض تكاليف الصيانة بشكل ملحوظ.
مع ذلك، فإن حالة النظام البرمجي قد تؤثر على قيمة السيارة عند إعادة البيع، تماماً كما تؤثر الحالة الجمالية أو عدد الكيلومترات.
لسنا في سباق قوة المحرك فقط، بل في سباق الكود.
كل سطر برمجي جديد قد يعني سيارة أسرع، أكثر أماناً، أو أكثر تخصيصاً.
ففي المستقبل القريب، قد تحتاج سيارتك إلى مطور برمجيات أكثر من ميكانيكي.