خفّضت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، تصنيف الولايات المتحدة إلى «Aa1» من «Aaa»، وتغيرت نظرتها المستقبلية إلى مستقرة.
وأضافت في تقريرها الصادر حديثاً، أن هذا التخفيض بدرجة واحدة على مقياسها للتصنيف الائتماني المكون من 21 درجة، يعكس الزيادة التي شهدتها على مدى أكثر من عقد من الزمان في نسب الدين الحكومي ومدفوعات الفائدة، لتصل إلى مستويات أعلى كثيرا من تلك التي حققتها الدول ذات التصنيف المماثل.
وذكرت في تقريرها، أن الإدارات الأميركية المتعاقبة والكونغرس فشلت في الاتفاق على تدابير لعكس مسار العجز المالي السنوي الكبير وتكاليف الفائدة المتزايدة.
وأشارت «موديز» إلى أن المقترحات المالية الحالية قيد الدراسة قد لا تؤدي إلى تخفيضات جوهرية لعدة السنوات في الإنفاق الإلزامي والعجز.
وتوقعت عجزاً أكبر خلال العقد المقبل مع ارتفاع الإنفاق على الاستحقاقات، بينما تبقى الإيرادات الحكومية مستقرة بشكل عام.
في المقابل، سيؤدي العجز المالي الكبير والمستمر إلى زيادة عبء الدين الحكومي وفوائده.
وأوضح التقرير، أنه من المرجح أن يتدهور الأداء المالي للولايات المتحدة مقارنة بماضيها، وبالدول السيادية الأخرى ذات التصنيف الائتماني العالي.
ولفتت «موديز»، إلى أن تسجيل الدين الفيدرالي الأميركي ارتفاعاً حاداً على مدى أكثر من عقد نتيجة العجز المالي المستمر، وخلال تلك الفترة، زاد الإنفاق الفيدرالي بينما أدت التخفيضات الضريبية إلى انخفاض الإيرادات الحكومية، ومع تزايد العجز والديون، وارتفاع أسعار الفائدة، زادت مدفوعات الفائدة على الدين الحكومي بشكل ملحوظ.
رجح التقرير، أن تظل مرونة الميزانية محدودة، مع توقع ارتفاع الإنفاق الإلزامي، بما في ذلك نفقات الفائدة، إلى حوالي 78% من إجمالي الإنفاق بحلول 2035 من حوالي 73% في 2024.
كما توقعت الوكالة، اتساع عجز الموازنة الفيدرالية ليصل إلى ما يقارب 9% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2035، ارتفاعاً من 6.4% في 2024، مدفوعاً بشكل رئيس بزيادة مدفوعات فوائد الديون، وزيادة الإنفاق على الاستحقاقات، وانخفاض توليد الإيرادات نسبياً.
كما أنه من المتوقع أن يرتفع عبء الدين الفيدرالي إلى حوالي 134% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، مقارنةً بـ 98% في عام 2024.
أشارت الوكالة، إلى أنه على الرغم من ارتفاع الطلب على أصول سندات الخزانة الأمريكية، إلا أن ارتفاع عوائدها منذ 2021 ساهم في تراجع القدرة على سداد الديون.
ومن المرجح أن تستحوذ مدفوعات الفائدة الفيدرالية على حوالي 30% من الإيرادات بحلول 2035، ارتفاعاً من حوالي 18% في 2024، و 9% في 2021.
من جهته، رفض البيت الأبيض بشدة تصنيف موديز للولايات المتحدة.
وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد مدير الاتصالات بالبيت الأبيض ستيفن تشيونغ على وجه الخصوص الخبير الاقتصادي في موديز مارك زاندي، ووصفه بأنه خصم سياسي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.