رفض المسؤولون التنفيذيون في متاجر السوبر ماركت البريطانية، مزاعم بأنهم كانوا يتربحون من خلال استغلال أزمة تكلفة المعيشة، وقالوا للمشرعين يوم الثلاثاء، إنهم تعرضوا لضربة في الأرباح، من خلال عدم تمرير ضغوط الأسعار، التي يواجهونها إلى المستهلكين.
وبدأت أسعار المواد الغذائية في الارتفاع منذ أكثر من عام، حيث أدت الحرب في أوكرانيا إلى تفاقم التوترات المرتبطة أصلاً بكوفيد، إضافة إلى تأثر سلاسل التوريد، وفق وكالة رويترز.
وسجلت بريطانيا أعلى معدل لتضخم أسعار المواد الغذائية في أوروبا الغربية، خلال الـ 12 شهراً حتى مايو عند 18.7%، وفقاً لبيانات رسمية، وعلى مدى فترة زمنية أطول منذ أواخر عام 2021، ارتفعت أسعار الأغذية فقط في ألمانيا بأكثر من ذلك.
وساهم هذا الارتفاع في أكبر ضغط على مستويات المعيشة في المملكة المتحدة، منذ أن بدأت السجلات في الخمسينيات من القرن الماضي، ما أثار تساؤلات حول المسؤول عن ذلك.
تضخم الجشع
واتهمت نقابات العمال والسياسيون المتاجر الكبرى بـ"تضخم الجشع"، قائلين إنهم كانوا بطيئين للغاية في تمرير انخفاض أسعار السلع العالمية إلى المستهلكين.
ورفض تنفيذيون من شركات تيسكو وسينسبري، وأسدا ستورز ليمتد وموريسونز، الرائدة في السوق، الذين ظهروا أمام مجلس النواب للجنة الأعمال والتجارة في البرلمان، رافضين هذه التهمة، قائلين إن أرباحهم تراجعت العام الماضي.
نجني 4 بنسات من كل جنيه إسترليني لا أعتقد أنه مثال على التربحالمدير التجاري لتيسكو جوردون جافا
وقالت ريان بارتليت، المدير التجاري لشركة سينسبري، إن شركتها حققت أقل من 3 بنسات من كل جنيه إسترليني ينفقه العملاء.
في حين قال كريس كومرفورد، المدير التجاري لشركة أسدا ستورز ليمتد: "إن التراجع بنسبة 25% في أرباح عام 2022، لا يتوافق مع عملية التربح".
وقال اتحاد التجزئة البريطاني، الذي يمثل متاجر السوبر ماركت الكبرى، إن هناك عادة ما يتراوح بين 3 و9 أشهر فيما يتعلق بانخفاض أسعار الجملة لينعكس على أسعار التجزئة، وكلما كانت سلسلة التوريد أكثر تعقيداً طال التأخر.
وقالت صانعة السياسة في بنك إنجلترا، سواتي دينجرا، الثلاثاء: "إنه لا يوجد دليل يذكر على فشل الشركات في تمرير أسعار المنتجين المنخفضة حتى الآن".
ليس من المقنع أن نقول، على الأقل حتى الآن، أن تضخم البقالة مدفوع بتضخم الجشعصانعة السياسة في بنك إنجلترا سواتي دينجرا
وتقول محلات السوبر ماركت إنها تنقل المدخرات إلى العملاء بأسرع ما يمكن، وقد خفضت مؤخراً أسعار بعض المنتجات الأساسية.
ومع ذلك، لا تزال أسعار الحليب والجبن والبيض ترتفع 27.4% مقارنة بالعام الماضي، بينما ارتفعت أسعار الزيوت والدهون 22.6%، وفقاً للبيانات الرسمية.
سقف الأسعار
وفي وقت سابق من هذا الشهر، حصلت الحكومة الفرنسية على تعهد من 75 شركة أغذية كبرى، لخفض أسعار مئات المنتجات. كما فرضت الحكومة المجرية أيضاً تخفيضات إلزامية في الأسعار.
وقال المسؤولون التنفيذيون في المملكة المتحدة، إنه لم تكن هناك حاجة إلى تحديد سقف للأسعار.
وقالت بارتليت من سينسبري: "نُعتبر في بريطانيا بشكل عام، أحد أكثر أسواق المواد الغذائية تنافسية في العالم، ولست متأكدة من الحدود القصوى للأسعار، التي ستضاف إلى هذه العملية، بخلاف البيروقراطية".
وأضافت أن السوق تنظم نفسها إلى حد إيجابي.
المنافسة تقودك إلى المكان الصحيحالرئيس التنفيذي لموريسونز ديفيد بوتس
وقال المسؤولون التنفيذيون إنه بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الطاقة، يتعين عليهم أيضاً التوفيق بين ارتفاع فواتير الأجور وتكاليف الخدمات اللوجستية.
وفي الوقت نفسه، يواجه تجار التجزئة الكبار بالمملكة المتحدة منافسة شديدة، من مجموعتي التخفيضات الألمانية "آلدي" (Aldi)، و"ليدي" (Lidi)، اللتين اكتسبتا حصة سوقية في بريطانيا العقد الماضي.
