قرار بنك إنجلترا.. أندرو بيلي ورفاقه يلتزمون الصبر
أنهى بنك إنجلترا ترقب الأسواق، مع اتخاذ قرار الفائدة، الذي كان متوقعًا على نطاق واسع، حيث أبقى الأسعار دون تغيير على خطى البنوك المركزية الكبرى الأخرى .
وعلى غرار الفيدرالي الأميركي، قررت لجنة السياسة النقدية في بنك انجلترا، وللمرة السادسة على التوالي، الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند مستويات 5.25% وفقًا لتوقعات الأسواق ومحللي ستاندرد آند بورز غلوبال.
وجاء قرار بنك إنجلترا اليوم بتباين تصويت أعضاء لجنة السياسة النقدية، حيث لم يصوت أحد الأعضاء على رفع الفائدة، في حين صوت 8 أعضاء على تثبيت الفائدة، بينما صوت أحد الأعضاء على خفض الفائدة.
اقرا أيضًا- المركزي التركي يفاجئ الأسواق ويرفع الفائدة إلى 50%
ويأتي قرار اليوم عقب صدور بيانات التضخم البريطانية، أمس الأربعاء، إذ خرج جيريمي هانت وزير الخزانة البريطاني ليحتفل بنجاح سياسة بنك إنجلترا بعدما أظهرت البيانات تراجعًا على أساس "سنوي" لمعدلات التضخم.
وجاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين وتبريكات هانت لزميله أندرو بيلي محافظ بنك إنجلترا لتضاعف من حيرة البنك، حيث يواجه معضلتين أساسيتين؛ الأولى كبح التضخم والثانية إنعاش الاقتصاد المتباطئ.
الإفلات من الركود
ووفقًا لبيان بنك إنجلترا فقد حافظ البنك على التزامه بتحقيق هدف التضخم 2%، بطريقة تساعد في دعم النمو وتشغيل العمالة.
وقال البنك: "لا تزال هناك مخاطر مادية على التضخم، لا سيما من التطورات في الشرق الأوسط بما في ذلك تعطيل الشحن عبر البحر الأحمر".
وبعد انخفاضه خلال النصف الثاني من العام الماضي، من المتوقع أن يبدأ الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة في النمو مرة أخرى خلال النصف الأول من هذا العام، وفقًا لبيان البنك.
لفت صناع السياسة النقدية في البنك إلى أن استطلاعات الأعمال التي يجريها بنك إنجلترا تظل متسقة مع تحسن التوقعات للنشاط الاقتصادي.
وقال صانعو السياسات: "من المرجح أن تؤدي الإجراءات المالية في موازنة الربيع 2024 إلى زيادة مستوى الناتج المحلي الإجمالي بحوالي 0.25% خلال السنوات المقبلة".
مفاجأة التضخم
ووفقًا لمكتب الإحصاء البريطاني GOV.UK تعد قراءة التضخم أمس الأربعاء هي أدنى مستوى يسجله التضخم منذ عامين، وكانت وتيرة الانخفاض هي أسرع وتيرة يسجلها التضخم السنوي في بريطانيا منذ عام 1978.
وكشف تقرير مكتب الإحصاء عن أن التباطؤ الكبير في مؤشر أسعار المستهلكين على أساس سنوي خلال فبراير جاء بفضل تراجع معدل تضخم أسعار الغذاء الذي بلغ 5%، انخفاضا من 6.5%، وهو الانخفاض الحادي عشر على التوالي.
وفي غضون ذلك وعقب صدور البيانات، أشاد وزير الخزانة البريطاني جيريمي هانت، ببيانات مؤشر أسعار المستهلك في البلاد (التضخم البريطاني) خلال شهر فبراير الماضي، مشيرا إلى أن خطة بنك إنجلترا في خفض التضخم ناجحة.
اقرأ أيضًا- خيارات المركزي التركي.. التضحية بالليرة أو مفاجأة الأسواق
ولفت وزير الخزانة البريطاني هانت إلى أن التضخم لم ينخفض بشكل حاسم فحسب، بل من المتوقع أيضا أن يصل إلى هدف بنك إنجلترا البالغ 2% في غضون شهور، وهذا الأمر قد يفتح المجال أمام بنك إنجلترا للبدء في خفض أسعار الفائدة.
وقال هانت: "إن انخفاض التضخم في بريطانيا يمهد الطريق لظروف اقتصادية أفضل، من الممكن أن تسمح بمزيد من التقدم في تعزيز النمو الاقتصادي، وذلك عن طريق خفض التأمين الوطني، وإلغاء الضريبة المزدوجة على العمل".
غير مرجح
ومن المستبعد أن يلجأ بنك إنجلترا إلى خفض الفائدة حيث يرى محللو بنك مورغان ستانلي أن احتمالات بدء بنك إنجلترا في خفض سعر الفائدة خلال الأشهر القليلة المقبلة منخفضة للغاية، بحسب مذكرة لبنك مورغان ستانلي.
وقال محللو مورغان ستانلي في مذكرة حديثة: "جاءت هذه التوقعات بعدما كشفت البيانات نمو الأجور في بريطانيا بأبطأ وتيرة منذ عام 2022 خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في فبراير، ما يعكس انحسار الضغوط التضخمية الأمر الذي سيؤثر على قرارات بنك إنجلترا المستقبلية".
وقال محللو مورغان ستانلي: "سوق العمل في بريطانيا لم يعد قويا كما كان، حيث أظهرت البيانات الأخيرة، أن معدل البطالة في بريطانيا سجل ارتفاعا إلى 3.9% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في فبراير على أساس سنوي، وهو أسوأ من توقعات الأسواق التي أشارت لتسجيله 3.8%".
اقرأ أيضًا- مع انهيار الين.. هل يُفسد بنك اليابان احتفالات الأسهم؟
وأضاف محللو مورغان ستانلي: "بنك إنجلترا قد يبدأ خفض سعر الفائدة باجتماع مايو المقبل، ولكن لا يزال الأمر يتطلب مؤشرات من بنك إنجلترا تؤيد هذا الاحتمال".
وتابع محللو مورغان ستانلي: "ودون وجود مؤشرات قوية قد يخفض بنك إنجلترا الفائدة باجتماع أغسطس، مع احتمالية أن تصل إجمالي تخفيضات الفائدة البريطانية إلى 100 نقطة أساس هذا العام".
يونيو أو أغسطس
وعدلت مجموعة سيتي غروب توقعاتها بشأن التخفيض الأول لأسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا إلى شهر يونيو، وذلك مقابل توقعات سابقة التي تبدأ في أغسطس.
بيد أنه وفي الوقت ذاته أبقت المجموعة توقعاتها بشأن مقدار خفض بنك إنجلترا لأسعار الفائدة في العام الجاري دون تغيير عند 125 نقطة أساس.
ووفقًا لمذكرة سيتي غروب، يرى محللو البنك أنه نظرا للنشاط الاقتصادي الضعيف في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى المزيد من التراجع في مؤشرات سوق العمل وأرقام التضخم في الأجور والخدمات، فمن المتوقع الآن أن تبدأ لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا بخفض الفائدة بحلول نهاية الربع الثاني من 2024.