خاص
خاص

انقلاب في أسعار السيارات المستعملة بألمانيا.. بُشرى للمصريين

هل تفكر في شراء سيارة مستعملة ألمانية الصنع؟ إذا كانت الإجابة بنعم مثل كثير من المصريين، فإليك الخبر الجيد: السوق يتغير لمصلحة المستهلك.

إذ يشهد سوق السيارات المستعملة في ألمانيا، أحد أكبر مصنعي ومصدري السيارات في العالم، انخفاضا ملحوظا في الأسعار خلال الأسابيع الماضية، ما يكسر موجة من الارتفاع الكبير في الأسعار خلال السنوات الماضية.

في السنوات الأخيرة، أدت جائحة كوفيد 19 وتعطل سلاسل التوريد ونقص قطع غيار السيارات إلى إنتاج عدد أقل من السيارات الجديدة. ونتيجة لذلك، تحول الكثير من الناس إلى السيارات المستعملة.

لذلك انفجرت الأسعار، كما قل المعروض من السيارات المستعملة، قبل أن يتغير الوضع في الأسابيع الماضية، وتصبح معارض التجار ممتلئة مرة أخرى بالسيارات المستعملة، وفق مجلة دير شبيغل الألمانية.

 أسباب تراجع الأسعار

ولتفسير هذا التغير الذي وصف بـ"الانقلاب في السوق"، قال متحدث من شركة صندوق السيارات الألماني، مارك إندلين، لمجلة دير شبيغل: "لقد عانينا من نقص هائل في العامين الماضيين (في السيارات المستعملة)، نظرًا لأنه تم إنتاج عدد قليل من السيارات الجديدة".

وأضاف: "تحول مشترو السيارات الجديدة، جزئيًا إلى السيارات المستعملة، مما زاد الطلب في هذا السوق". لكن الوضع تغير، وحدث فائض في السوق في الوقت الحالي، إثر احتفاظ الكثير من الناس بأموالهم بسبب ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم، وفق المصدر ذاته.

وبناء عليه، انتهت موجة ارتفاع الأسعار التي سادت سوق المستعمل في ألمانيا في 2021 و2022 وجزء كبير من 2023، ولأول مرة منذ سنوات عديدة، وضعت شركات بيع السيارات المستعملة خصومات على أسعار معظم السيارات، وباعتها أقل من سعر العرض.

لكن هناك استثناء، إذ ما زالت السيارات الكهربائية المستعملة، باهظة الثمن نسبيًا، لأن سوق السيارات الكهربائية المستعملة ما زال صغيرًا، وحجم المعروض فيه محدود.

وتختلف أسعار السيارات الجديدة بقدر كبير مقارنة بالسيارات المستعملة في ألمانيا، حيث بلغت تكلفة السيارة الجديدة في المتوسط حوالي 42.800 يورو في عام 2022. وفي المقابل، بلغت تكلفة السيارة المستعملة في المتوسط حوالي 18.370 يورو في حالات التجارة الحرة، و13.990 يورو في حالات البيع الخاص من المالك للمشري مباشرة، و23.640 يورو في حالة بيعها من قبل العلامات التجارية، وفقا لموقع "ستاتيستا".

وتظهر تلك الأرقام فرقا كبيرا بين سعر السيارة الجديدة والمستعملة في المتوسط في ألمانيا، يتراوح بين 19-24 ألف يورو تقريبا، ما يجعل هذا السوق جاذبا للمشتريين العرب، خاصة من دول مثل مصر التي تشهد ارتفاعا كبيرا للغاية في أسعار السيارات الجديدة بالوقت الحالي.

 سوق السيارات المستعملة في ألمانيا

وسوق السيارات المستعملة في ألمانيا ضخم للغاية، حيث بلغ نحو 107.39 مليارات دولار أميركي منذ يناير حتى أغسطس 2023، وفقا لموقع "ستاتيستا" المعني بالبيانات. وبذلك حقق السوق نموا من إجمالي 105.95 مليارات دولار أميركي خلال العام الماضي، و103.77 مليارات دولار أميركي خلال عام 2021.

وتوقع "ستاتيستا"، أن ينمو سوق السيارات المستعملة في ألمانيا بمعدل سنوي مركب قدره 2.05% بين عامي 2021 و2027. وبحلول عام 2027، من المتوقع أن ينمو السوق إلى 117.24 مليار دولار أميركي، بزيادة قدرها 13.63 مليار دولار أميركي عن حجمه في عام 2021.

سوق السيارات المستعملة في مصر

في مصر، إحدى الدول المرشحة لاستيراد السيارات المستعملة من ألمانيا، يٌقدر حجم سوق السيارات المستعملة بنحو 50 مليون دولار أميركي في عام 2022، وفقا لموقع "بلو ويف كونسالتينغ".

ومن المتوقع أن ينمو حجم سوق السيارات المستعملة في مصر، بين عامي 2023 و2029،  بمعدل نمو سنوي مركب قدره 7.30%، ليصل إلى 90 مليون دولار أميركي بحلول عام 2029.

ونمو سوق السيارات المستعملة في مصر مدفوع في المقام الأول بارتفاع الطلب على السيارات ذات الأسعار المعقولة، وتراجع إمكانية شراء السيارات الجديدة بسبب قيود الاستيراد والأسعار التي لا يمكن تحملها.

وفي استطلاع أجراه موقع "ستاتيستا" وتم نشره 16 أغسطس الماضي، على 1049 مشتريا محتملا في مصر، عن "نية شراء سيارة"، أجاب 8% منهم بـ "نعم، سيارة مستعملة".

وتحتوي منصات التواصل الاجتماعي على حسابات ومجموعات تروج للسيارات المستعملة وتضم مئات الآلاف من المصريين، وهو ما يمثل سوقا مهما للانقلاب الأخير في سوق السيارات المستعملة الألماني.

كما توفر مصر مبادرة "سيارات المعاقين" التي تسمح لذوي الهمم باستيراد سيارة معفاة من رسوم الجمارك المصرية، وتنشط حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي للمساعدة في استيراد مثل هذه السيارة من ألمانيا.

 هل يستفيد المصريون والمستوردون؟

الخبير خوسيه بونتس، المختص في أسواق السيارات بأوروبا، قال لـ"إرم الاقتصادية"، إن "سوق السيارات المستعملة يحقق فائضا في المعروض في الفترة الأخيرة، وتنخفض الأسعار بشكل ملحوظ".

وتابع: "هذا التغيّر الكبير في السوق مقارنة بالسنوات الماضية، مدفوع بالأساس برغبة قطاع كبير من الألمان في الاحتفاظ بالأموال في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية، وأيضا تزايد فرص وتسهيلات الحصول على سيارات جديدة بدون فوائد وأقساط شهرية معقولة".

وأضاف: "هذا التغير، يزيد عدد السيارات المستعملة المعروضة للبيع بقدر كبير، وهذا الفائض سيدفع أسعار هذه السيارات إلى مزيد من الانخفاض في الفترة المقبلة"، مضيفا: "أي دولة تفتح أسواقها للسيارات المستعملة المستوردة من ألمانيا، ستتأثر بشكل إيجابي بهذا التغير الأخير، إذ ستنخفض الأسعار فيها بقدر كبير أيضا، ما سيشجع عددا أكبر من مواطنيها على اقتناء سيارات مستعملة، خاصة وأن السيارات المستعملة في ألمانيا تكون بحالة جيدة وتخضع لفحص بشكل دائم".

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com