logo
اقتصاد

بعد تراجع التضخم للمرة الـ12.. هل تسقط الليرة التركية إلى هُوة جديدة؟

بعد تراجع التضخم للمرة الـ12.. هل تسقط الليرة التركية إلى هُوة جديدة؟
شخص يراقب أسعار صرف العملات على لوحة إلكترونية، مكتب صرافة بإسطنبول، تركيا، يوم 18 يناير 2022المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:3 يونيو 2025, 10:04 ص

رغم أن بيانات التضخم في تركيا جاءت إيجابية للغاية بعدما سجلت تباطؤاً يفوق التوقعات، فإن تلك البيانات لم تكن بالإيجابية لليرة التركية، إذ قد تقود البيانات الأخيرة إلى عودة البنك المركزي التركي إلى سياسته التيسيرية وخفض أسعار الفائدة ما قد يسفر عن اتساع خسائر العملة التركية التي تحوم قرب قاعها التاريخي.

أظهرت أرقام رسمية من معهد الإحصاء التركي (تركستات) اليوم الثلاثاء أن معدل التضخم السنوي في تركيا تراجع للمرة الـ12، حيث بلغ 35.41% في مايو، بانخفاض عن 37.86% في أبريل.

تأتي بيانات التضخم في مايو أقل من توقعات السوق بأن يصل معدل التضخم السنوي إلى 36.1% ومعدل التضخم الشهري إلى 2% للشهر الماضي.

تعتبر أرقام التضخم لشهر هي أدنى معدل تشهده تركيا منذ ديسمبر 2021، عندما بلغ 36.08%.

بيانات

◄ أظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي (تركستات)، ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك على أساس سنوي و1.53% شهرياً، مقابل توقعات بتسجيل 2%، وأقل من قراءة الشهر السابقة التي سجلت 3%.
◄ بينما أظهرت بيانات هيئة الإحصاء التركية أن أعلى ارتفاع في الأسعار على أساس سنوي كان في قطاع التعليم بنسبة 71.67%، والإسكان بنسبة 67.43%، والصحة بنسبة 40.12%.
◄ سُجلت أقل الزيادات في الملابس والأحذية بنسبة 14.12%، والاتصالات بنسبة 19.25%، والنقل بنسبة 24.59%.

أخبار ذات صلة

لم تُنصفها البيانات.. أين وصلت الليرة التركية؟

لم تُنصفها البيانات.. أين وصلت الليرة التركية؟

الأكثر مساهمة

◄ قالت هيئة الإحصاء التركية إن هناك ثلاث مجموعات إنفاق رئيسية ذات أعلى وزن: الأغذية والمشروبات غير الكحولية بتضخم بلغ 32.87%، إلى جانب النقل بنسبة 24.59%، والإسكان بنسبة 67.43%.
◄ أضافت هيئة الإحصاء أن مساهمات هذه المجموعات الرئيسية في التغير السنوي بلغت 8.25% للأغذية والمشروبات غير الكحولية، و4.07% للنقل، و9.34% للسكن.

سعر الفائدة

في خطوة غير متوقعة، رفع البنك المركزي التركي في أبريل الماضي سعر الفائدة الرئيسي إلى 46% من 42.5%، في محاولة لطمأنة المستثمرين بعد اضطرابات داخلية وتصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة دفعت الليرة التركية إلى التراجع الحاد.

في القرار، قالت لجنة السياسة النقدية، بقيادة المحافظ فاتح كارهان، إنها قررت زيادة سعر إعادة الشراء لأجل أسبوع واحد (الريبو) بمقدار 350 نقطة أساس، في حين تم رفع سعر الإقراض لليلة واحدة إلى 49% من 46%، وفق بيان المركزي.

ما السر؟

لم ترفع تركيا أسعار الفائدة بسبب تسارع معدلات التضخم، بل جاء هذا التحرك النقدي في أعقاب اجتماع طارئ عقده البنك الشهر الماضي بعد انهيار الليرة التركية إثر سجن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، أبرز خصوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ما أدى إلى موجة بيع حادة في الأسواق.

وقدرت بنوك استثمار عالمية أن البنك أنفق نحو 50 مليار دولار من احتياطياته لدعم الليرة ومنعها من الانزلاق، مع تصاعد التوترات السياسية داخلياً، وتزايد المخاوف الخارجية من تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية على تركيا ودول أخرى.

رغم الضغوط، نجحت تدخلات المركزي في تثبيت سعر صرف الليرة عند نحو 38 ليرة مقابل الدولار منذ الهبوط الأولي، لكن هذا الثبات جاء على حساب استنزاف كبير للاحتياطيات الأجنبية.

التزام المركزي

أكد البنك المركزي التركي في بيانه التزامه بموقف السياسة النقدية المتشددة، مشدداً على أن أسعار الفائدة ستُعدل بحذر خلال الفترة المقبلة بناءً على بيانات التضخم في تركيا وتطورات السوق، وذلك بهدف تحقيق استقرار دائم في الأسعار.

تباطأ معدل التضخم السنوي في تركيا بشكل أكبر من المتوقع في مارس، رغم أن البيانات لم تشمل تأثيرات الاضطرابات السياسية والاقتصادية الأخيرة الناجمة عن احتجاز أوغلو.

الفائدة والليرة

◄ حتى أغسطس 2021 كانت أسعار الفائدة عند مستويات 19% بعدما قفزت حوالي 1050 نقطة أساس في أقل من عام جراء جائحة كورونا.
◄ في سبتمبر 2021 أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نموذجاً اقتصادياً جديداً يدعو فيه إلى خفض أسعار الفائدة، ليبدأ المركزي التركي الرحلة التي وصلت في فبراير 2023 إلى 8.5%.
◄ جراء تلك السياسة انهارت الليرة التركية وقفزت معدلات لتصل إلى أعلى مستوى في 25 عاماً عند 85%.
◄ في الوقت ذاته انهارت الليرة من مستويات 8 ليرات لكل دولار في سبتمبر 2021 وصولاً إلى مستويات هي الأدنى لها على الإطلاق أمام الدولار  في الوقت الحالي.

أخبار ذات صلة

رغم دعمها بـ50 مليار دولار.. الليرة التركية تسقط بعد بيانات قاتمة

رغم دعمها بـ50 مليار دولار.. الليرة التركية تسقط بعد بيانات قاتمة

سياسة متقلبة

◄ بعد فشل نمو خفض الفائدة الذي خالف فيه المركزي التركي البنوك المركزية في العالم، عاد على السياسة التقليدة وبدأ رحلة رفع الفائدة حتى قفزت إلى 50% في أقل من 6 شهور في الفترة من يونيو 2023 وحتى فبراير 2024.
◄ اتجه المركزي التركي إلى تثبيت الفائدة لأكثر من عام لتبدأ رحلة التيسير النقدي مع الاتجاه العالمي، ما أسفر عن خفض 750 نقطة حتى مارس 2025.
◄ في أبريل الماضي وجراء الاحتجاجات السياسة وتدهور الليرة، التي اقترب من حاجز 40 ليرة  للدولار، لجأ المركزي التركي إلى رفع الفائدة مرة بواقع 350 نقطة من 42.5% إلى 46%.

الليرة اليوم

◄ سجلت الليرة التركية في أحدث التداولات اليوم الثلاثاء مستويات 39.21 ليرة للدولار، بانخفاض بلغت نسبته 0.3% أمام العملة الأميركية.
◄ خلال تداولات ثلاثين يوماً تراجعت الليرة التركية بنسبة 2.1% مقابل العملة الأميركية، رغم الضعف الذي يعيشه الدولار، إذ تحوم العملة الأميركية قرب أدنى مستوياتها في 3 أعوام.
◄ سجلت الليرة التركية أدنى مستوى جديد على الإطلاق، تزامناً وصدور بيانات رسمية الجمعة الماضي، والتي أظهرت تباطؤاً اقتصادياً يفوق التوقعات لاقتصاد بلاد الأناضول، جنباً إلى جنب والارتفاع الكبير في معدلات البطالة.
◄ دخلت الليرة التركية في موجة سريعة من التراجعات منذ سبتمبر 2021، لتتراجع من مستويات 8.5 ليرة للدولار حينذاك إلى المستويات الحالية اليوم، ليرتفع الدولار أكثر من 78%.

التدخل في السوق

في مطلع مايو دافع محافظ البنك المركزي التركي، فاتح قرة خان، عن قرار البنك ببيع عشرات المليارات من الدولارات من الاحتياطيات لضمان استقرار سعر الليرة خلال الأسابيع الماضية، متبنياً نبرة متحدية في وجه انتقادات سياسيين.

قال المحافظ إن هذه التحركات كانت ضرورية من أجل تجنب التقلبات المفرطة في سعر الصرف، وجاءت تصريحاته، التي أدلى بها أمام المشرعين في أنقرة مطلع مايو، بمنزلة إقرار علني نادر بالتدخلات في سوق الصرف الأجنبي، وإشارة إلى احتمال تنفيذ مزيد من هذه الإجراءات مستقبلاً.

أنفق البنك المركزي التركي نحو 50 مليار دولار لكبح انهيار السوق خلال مارس، عندما ألقت الشرطة القبض على الخصم السياسي الرئيسي للرئيس، رجب طيب أردوغان، رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الذي لا يزال قيد الاحتجاز على خلفية تهم فساد ينفيها.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC