فمنذ خريف عام 2023، لا يزال مزارعو الحبوب محتارين بأمرهم. فالأمطار المستمرة تعطل برامجهم، حيث تصعب زراعة القمح عندما تعلق الجرارات في الوحل.
وبينت وزارة الزراعة الفرنسية أن مساحة الحقول تقلصت بفعل مياه الأمطار، وأن المساحات التي تزرع بالقمح ستنخفض 7.7% هذا العام لتصل إلى 4.3 مليون هكتار مقارنة بالعام 2023.
وقال رئيس المجلس المتخصص في المحاصيل الكبيرة بشركة "فرانس اغري مير" بينوا بيتريمون: "من الصعب هذا العالم أن نتجاوز مستوى 30 مليون طن من إنتاج القمح في فرنسا".
ويبدو أن سعر القمح بدأ بالارتفاع فعلاً بعدما وصل إلى أدنى مستوياته. وفي بورصة يورونكست، أصبح سعر طن القمح اللين، المقرر استحقاقه في سبتمبر، يتداول الآن بأكثر من 245 يورو، أي بزيادة تفوق 22% عن سعره في بداية مارس عند أقل من 200 يورو.
وفي روسيا، المصدّر الرئيسي في العالم، بدت الظروف المناخية في نهاية الشتاء مؤاتية لمزارعي الحبوب الروس، مع توقعات بمحصول قياسي يزيد عن 94 مليون طن، لكن يبدو أن الرياح انعكست قليلاً بعد تعرض البلاد لعجز مائي في الجنوب، وموجة من الجليد في مطلع شهر مايو الحالي.
وبسبب ذلك، يمكن أن يتراجع المحصول إلى أقل من 90 مليون طن. ولا بد من أخذ هذه النكسة في الاعتبار، وفقاً لبورتييه، الذي يؤكد أنه حتى لو كانت مخازن الحبوب في العالم لا تزال ممتلئة، فانخفاض القمح في روسيا يكفي ليقلق المستثمرين.