«أرز اليابان».. هل يُطيح بحكومة إيشيبا الأحد المقبل؟

رغم تباطؤ مؤشر أسعار المستهلكين الرئيس في اليابان أكثر من المتوقع، وتباطؤ ارتفاع سعر الأرز، إلا أنه لا يزال أعلى بكثير من هدف بنك اليابان ووعود الحكومة اليابانية، ما يبقي الضغوط على رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا لتهدئة الناخبين قبل الانتخابات الوطنية المزمع إقامتها، يوم الأحد المقبل.

أبرزت البيانات الصادرة صباح اليوم الجمعة، قوة التضخم الكامنة، والذي ظل مرتفعاً لأكثر من 39 شهراً عن مستهدفات بنك اليابان، فيما قفز سعر الأرز إلى أعلى مستوى في أكثر من نصف قرن.

في غضون ذلك، تواجه حكومة رئيس الوزراء الياباني الائتلافية خطر فقدان أغلبيتها في انتخابات مجلس الشيوخ يوم الأحد. 

أرقام مهمة

◄ ارتفعت أسعار المستهلك باستثناء الأغذية الطازجة 3.3% في يونيو مقارنة بالعام السابق، ما يمثل تباطؤاً من ارتفاع بنسبة 3.7%، وهو أعلى مستوى في عامين في الشهر السابق.

◄ أفادت بيانات وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات، بأن البيانات جاءت أقل من متوسط تقديرات الاقتصاديين التي توقعت ارتفاعاً بنسبة 3.4%،.

◄ ارتفع مؤشر التضخم الأعمق، الذي يستثني أيضاً أسعار الطاقة، 3.4%، وهو أسرع معدل منذ يناير من العام الماضي، متجاوزًا توقعات الاقتصاديين البالغة 3.3%.

◄ مؤشر رئيسي آخر يُثير قلق بنك اليابان، إذ ارتفعت أسعار الخدمات في يونيو 1.5% على أساس سنوي، مُرتفعةً بشكل طفيف عن نسبة 1.4% المسجلة في الشهر الماضي، مُسجلةً أسرع نمو منذ ديسمبر من العام الماضي.

◄ تجاوزت زيادات الأسعار في اليابان نظيراتها في دول مجموعة السبع الأخرى، وعلى مدار الأشهر السبعة الماضية، ظل معدل التضخم في اليابان عند 3% أو أعلى، ما أدى إلى انخفاض مستمر في دخل الأسر الحقيقي، مما جعل التضخم ساحة معركة حاسمة في الانتخابات.

أزمة إشيبا

قد تضطر حكومة إيشيبا إلى تقديم تنازلات لأحزاب المعارضة التي خاضت حملتها الانتخابية على أساس تعهد بتخفيف القيود على الإنفاق المالي لمساعدة الأسر على مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة.

يأتي ارتفاع التضخم مع الزيادات القياسية التي شهدها سعر الأرز، السلعة الأكثر استهلاكاً في البلاد، تزامناً وفشل مفاوضات التجارة مع الولايات المتحدة وتهديد ترامب برفع الرسوم على صادرات الأرز الأميركي.

في الأسبوع الماضي، رفض كبير المفاوضين اليابانيين، ريوسي آبي أكازاوا، الموعد النهائي الذي حددته الولايات المتحدة في الأول من أغسطس، قائلاً: «لن نضحي بقطاع الزراعة الياباني من أجل التوصل إلى اتفاق مبكر»، في إشارة إلى واردات الأزر من واشنطن وإغراق الأسواق.

ليّ الذراع

في الأول من يوليو، استهدف الرئيس الأميركي دونالد ترامب قطاع الأرز في البلاد، حيث نشر على منصة «تروث سوشيال»: «اليابان لن تأخذ أرزنا على الرغم من نقص الأرز في البلاد».

بحسب استطلاع رأي أجرته صحيفة «نيكاي» فإن الائتلاف الحاكم بزعامة رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا مُعرَّض لخطر فقدان أغلبيته في المجلس، وقد يُنفِّر قرار فتح الواردات الزراعية المزارعين، الذين يُنظر إليهم تقليديًا على أنهم قاعدة دعم للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم. 

استوردت اليابان ما يزيد قليلاً على 350 ألف طن من الأرز في عام 2024 من الولايات المتحدة، حيث أصبحت الولايات المتحدة أكبر مصدر للأرز إلى اليابان في ذلك العام.

سعر الأرز

ارتفعت أسعار الأرز في البلاد بشكل حاد في النصف الثاني من العام الماضي، وتسارعت بشكل أكبر في النصف الأول من عام 2025، ما يرجع أساساً إلى ضعف الحصاد في عامي 2023 و2024.

تراجع تضخم أسعار الأرز في اليابان بشكل طفيف خلال يونيو مع تسجيله نسبة ارتفاع 100.2% على أساس سنوي، مقارنة بنسبة زيادة 101.7% في مايو، وهي أكبر زيادة في نصف قرن.

كتبت استراتيجية السوق العالمية في «جيه بي مورغان» لإدارة الأصول مارسيللا تشاو، في مذكرة، إن الأرز يمثل ما يقرب من نصف التضخم الأساسي في اليابان، وأن اتجاهات التضخم المستقبلية تعتمد بشكل كبير على أسعار تلك السلعة، وفي الفترة بين يناير وأبريل من هذا العام، اشترت اليابان أرزًا بقيمة 114 مليون دولار.

بنك اليابان

كتب كبير الاقتصاديين في شركة «دايوا للأوراق المالية» تورو سويهيرو، في مذكرة: «هناك عوامل متعددة لمرة واحدة، لذا لا داعي للمراهنة كثيرا بشأن تباطؤ مؤشر أسعار المستهلك الأساسي». 

وأضاف : «إذا نظرنا إلى مؤشر أسعار المستهلك الأساسي، فقد تسارع، وستزيد هذه النتيجة القوية من احتمالية قيام بنك اليابان المركزي برفع توقعاته للتضخم في وقت لاحق من هذا الشهر».

من المرجح أن تُبقي أرقام يوم الجمعة بنك اليابان على مساره نحو رفع أسعار الفائدة، في حين ينتظر المحافظ كازو أويدا اتضاحاً بشأن المحادثات الجارية بشأن الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة واليابان. 

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي البنك المركزي الياباني سعر الفائدة المرجعي من دون تغيير في نهاية اجتماعه المقبل للسياسات النقدية في 31 يوليو.