أوروبا والصين.. قنبلة موقوتة فتيلها عجز تجاري غير مسبوق

ملفات ساخنة على الطاولة.. صراع الشرق الأوسط وروسيا وأوكرانيا وأميركا
تقارير
تقاريررويترز- جوزيب بوريل، كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي
في محاولة لرأب الصدع في العلاقات التجارية وإحداث تغيير في ميزان القوى الاقتصادية بين الصين أوروبا، يبدو أن الاتحاد يسعى لضبط ميزان العلاقات التجارية التي يشوبها عجز ضخم مع الصين.

ومنذ أيام، كشفت بيانات رسمية عن مكتب الإحصاء الأوروبي أن العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا شهدت نموا قياسيا بيد أن هذا النمو رافقه عجز هائل في الميزان التجاري مع الصين.

نحن بحاجة إلى العدالة والتوازن والمعاملة بالمثل من أجل أن نبقى منفتحين كما نحن.
جوزيب بوريل
غضب بكين

ورغم الغضب الذي يسيطر على المسؤولين في بكين نتيجة مواصلة التحقيقات التجارية من جانب الاتحاد الأوروبي، أكد جوزيب بوريل، كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي: "إن الاتحاد الأوروبي ملتزم بإدارة العلاقات الثنائية مع الصين بطريقة بناءة ومسؤولة".

وقال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي بعد محادثات مع وزير الخارجية وانغ يي: "نحن بحاجة إلى العدالة والتوازن والمعاملة بالمثل من أجل أن نبقى منفتحين كما نحن".

ويقوم بوريل بزيارة طال انتظارها للصين تستغرق ثلاثة أيام بعد تأجيلها مرتين في وقت سابق من هذا العام.

وتأتي زيارته أيضًا بعد أسبوع من إطلاق الاتحاد الأوروبي تحقيقًا لمكافحة الدعم في واردات السيارات الكهربائية الصينية، في الوقت الذي يُقال إنه يخطط أيضًا لإجراء تحقيقات في شركات صناعة الصلب.

نحن بحاجة إلى الحفاظ على استقرار سلاسل الإمداد الصناعية والحفاظ على المنافسة العادلة، في إشارة إلى حظر تصدير تكنولوجيا الرقائق.
وانغ يي
محادثات بناءة

ووصف وزير الخارجية وانغ يي المحادثات مع بوريل بأنها شاملة وصريحة وودية وقال: "إن الصين تأخذ مخاوف أوروبا بشأن التجارة على محمل الجد، لكنه حث الاتحاد الأوروبي على تجنب الأساليب الحمائية وتوخي الحذر في استخدام القرارات التجارية".

وقال وزير الخارجية وانغ يي: "نحن بحاجة إلى الحفاظ على استقرار سلاسل الإمداد الصناعية والحفاظ على المنافسة العادلة، في إشارة إلى حظر تصدير تكنولوجيا الرقائق".

اقرأ أيضًا- داماك العقارية ترسي عقدًا بأكثر من 330 مليون دولار
علاج الخلل

وفي الوقت ذاته، أكد كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي ضرورة معالجة الاختلالات الاقتصادية والتجارية.

وجنبًا إلى جنب مع طلب بوريل، فقد حذر المسؤول الأوروبي من أن عدم علاج الاختلالات التجارية قد يقود الاتحاد الأوروبي لتقليل اعتماده على الصين بوتيرة أسرع.

عدم علاج الاختلالات التجاري قد يقود الاتحاد الأوروبي لتقليل اعتماده على الصين بوتيرة أسرع.
جوزيب بوريل
مصلحة مشتركة

وقال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي بوريل لطلاب جامعة بكين: "من مصلحتنا إيجاد أرضية مشتركة لمعالجة الخلل في علاقاتنا الاقتصادية والتجارية".

وأضاف بوريل: "عدم علاج الخلل سيؤدي إلى تسريع عملية التخلص من المخاطر بشكل يؤدي إلى تدهور العلاقات، بيد أن هذا التسريع سيأتي نتيجة ضغط الرأي العام الأوروبي على الزعماء السياسيين لدفعهم على فك الارتباط بشكل أكبر مع الصين".

اقرأ أيضًا- بعد التفوق على أميركا.. بيانات قوية جديدة تنعش آمال بكين
نقاط الخلاف

وارتفع العجز التجاري القياسي للاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة ليبلغ أكثر من 426.08 مليار دولار مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وإضافة إلى العجز التجاري تأتي نقطة خلاف رئيسية في العلاقة بين أوروبا والصين والمتمثلة في دعم بكين الوثيق لموسكو منذ الأزمة الروسية الأوكرانية عام 2022.

محاولة تهدئة

وبعيدًا عن التحذيرات، قال بوريل، في إشارة إلى محاولة أوروبا جعل العلاقات الاقتصادية أكثر توازنًا: "الاتحاد الأوروبي والصين بحاجة إلى العمل معا أكثر من أي وقت مضى".

ووصفت بروكسل الصين بأنها "منافس اقتصادي قوي ومنظم" مع التأكيد على ضرورة استئناف الحوار بعد جائحة كوفيد-19 لقمع التوتر الجيوسياسي المتزايد، حتى مع تزايد اضطراب العلاقات في السنوات الأخيرة.

الزيارة تمثل فرصة كبيرة للتواصل الصريح لكنها حثت الاتحاد الأوروبي على الحفاظ على الاستقلال الاستراتيجي عن الولايات المتحدة.
الخارجية الصينية
غير واقعية

وتطرق كل من بوريل ووانغ إلى مجموعة واسعة من القضايا الساخنة، بما في ذلك الصراع بين إسرائيل وحماس الذي اندلع في الأسبوع الماضي، إضافة إلى ملف الأزمة الروسية الأوكرانية.

وقال بوريل: "إن دعوة إسرائيل لأكثر من مليون فلسطيني في غزة للانتقال إلى جنوب القطاع خلال 24 ساعة لتجنب الأذى في غزو إسرائيلي متوقع للقطاع الصغير هي دعوة غير واقعية".

وأضاف بوريل: "اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد أي عدوان، لكن يجب أن يتم ذلك بما يتماشى مع القانون الدولي".

اقرأ أيضًا- العالم يخسر 123 مليار دولار في العام الواحد بسبب الكوارث
إزالة التوترات

وتهدف زيارة بوريل إلى إرساء الأساس لقمة الاتحاد الأوروبي والصين المتوقعة قبل نهاية عام 2023، وتأتي بعد سلسلة رحلات إلى الصين قام بها كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي في الأشهر الأخيرة.

وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي: "العلاقة مع الصين معقدة للغاية، ولكن الأمر يتعلق بالواقعية والانفتاح مع الصين بشأن ما يتعين علينا القيام به كالاتحاد الأوروبي والدفاع عن مصالحنا".

الاتحاد الأوروبي ليست لديه نية لفك الارتباط مع الصين.. إلا أن الاتحاد يحتاج إلى حماية نفسه في المواقف التي يساء فيها استخدام انفتاحه.
فالديس دومبروفسكيس
الاستقلال عن واشنطن

وفي الوقت ذاته، أكدت الحكومة الصينية أن الزيارة تمثل فرصة كبيرة للتواصل الصريح لكنها حثت الاتحاد الأوروبي على الحفاظ على الاستقلال الاستراتيجي عن الولايات المتحدة.

وقال مسؤول الاتحاد الأوروبي إن الملف الرئيسي في جدول أعمال بوريل سيكون إقناع بكين بأن الاتحاد الأوروبي لا يسعى إلى الانفصال عن الصين ولكنه يريد تحقيق علاقة أكثر توازنا.

فك الارتباط

وفي غضون ذلك، أكد مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس أن الاتحاد الأوروبي ليست لديه نية لفك الارتباط مع الصين.

بيد أنه وفي المقابل، لفت مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي إلى أن الاتحاد يحتاج إلى حماية نفسه في المواقف التي يساء فيها استخدام انفتاحه.

جاء ذلك خلال زيارة استمرت أربعة أيام قام بها دومبروفسكيس إلى الصين سعيا إلى إقامة علاقات اقتصادية أكثر توازنا مع الاتحاد الأوروبي.

غير متوازنة

وفي كلمة ألقاها في المؤتمر السنوي لقمة باند في شنغهاي، أشار مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي إلى أن الاتحاد الأوروبي سجل تجارة ثنائية قياسية مع الصين العام الماضي.

ولكن في الوقت ذاته، وفقًا لتصريحات فالديس دومبروفسكيس جاءت تلك الثنائية غير متوازنة للغاية على صعيد معاملات الميزان التجاري.

وفي غضون ذلك، أعلن مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي أن عجز الميزان التجاري لأوروبا مع الصين بلغ حوالي400 مليار يورو.

اقرأ أيضًا- الصراع في الشرق الأوسط يهدد العالم بأكبر خطر منذ عقود

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com