والتون الأميركية تتصدر قائمة أغنى عائلات الثراء

للعام الرابع على التوالي
والتون الأميركية تتصدر قائمة أغنى عائلات الثراء

تصدرت عائلة "والتون" الأميركية قائمة أغنى 25 عائلة في العالم بثروة تقدر بنحو 224.5 مليار دولار، تليها "مارس" الأميركية بثروة تقدر بنحو 160 مليار دولار، ثم عائلة "كوتش" الأميركية في المركز الثالث بثروة تقدر بنحو 128.8 مليار دولار، وفقاً لوكالة بلومبيرغ".

أما في المراكز الثلاثة الأخيرة فتأتي عائلة "كوكس" الأميركية بثروة تقدر بنحو 28.3 مليار دولار، تليها عائلة "ميستري" الهندية بثروة تقدر بنحو 27.4 مليار دولار، ثم عائلة "ميلز" الأميركية بثروة تقدر بنحو 26.2 مليار دولار.

تتوزع ملكيات عائلة "والتون" في الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية والمهرجانات الموسيقية، ما يدل على ثروتها التاريخية، ولكن ماذا يعني أن تولد غنياً جداً في أميركا؟ عندما انتشر خبر أن روب والتون، وريث ثروة "وول مارت"، كان يتطلع إلى شراء نادي "دنفر برونكوز" الأمريكي لكرة القدم، شعر جميع المليارديرات الأقل ثراءً بالهزيمة، وتحدَّث مالكو الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية بحماس عن مزاد ضخم، فدهش الجميع عندما اختتمت مجموعة "والتون" المزاد بمبلغ 4.65 مليار دولار.

بعد أسابيع، استضاف ورثة والتون حفلة "روفوس دو سول" في نسختهم الخاصة من مهرجان "كوتشيلا فالي" للموسيقى والفنون، ما يعدُّ محاولة من جيل شاب من العائلة لرفع مستوى المدينة النائمة حيث يقع مقر "وول مارت". أمَّا أليس، وريثة أخرى من العائلة، فعرضت في متحفها نسخةً أصلية من دستور الولايات المتحدة، بعد أن استعارته من الملياردير كين غريفين. ولكن بعد ستين عاماً من تأسيس "وول مارت"، تنفق العائلة المال في مجموعة من المساعي الجديدة بهدف كسب المزيد من المال وبعض المرح.

وللعام الرابع على التوالي، تتصدر عائلة "والتون" قائمة أغنى العائلات في العالم بثروة صافية تبلغ 224.5 مليار دولار، إلَّا أنَّ هذا المبلغ أقل بـ 14 مليار دولار مما كان عليه منذ 13 شهراً مضت، حيث إنَّ التضخم المرتفع يقلل من هوامش أرباح "وول مارت" ويثني المتسوقين عن الشراء. كما أنَّ أغنى 25 أسرة شهدت تراجعاً في قيمة ثرواتها أيضاً، إذ بلغت قيمتها مجتمعة 1.5 تريليون دولار، ما يمثِّل انخفاضاً قدره 143 مليار دولار عن العام الماضي.

وتنبع معظم ثروات هذه الأسر من شركات طويلة الأمد مقرُّها في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، وتستبعد القائمة أصحاب المليارات من الجيل الأول، وهي ليست نهائية، فبعض الثروات العائلية المنتشرة على نطاق واسع، مثل عائلة روكفلر، يصعب تتبعها.

وبغض النظر عن المنطقة أو الصناعة، لم تنجُ سوى ثروات عائلية قليلة من اضطرابات السوق في عام 2022، إذ انخفضت ثروة عائلة "لودر" المالكة لعملاق مستحضرات التجميل "إيستي لودر" بمقدار الثلث، في حين أنَّ العائلة البلجيكية المالكة لمصنع المشروبات "إيه بي إنبيف" وعائلة "داسو" الفرنسية وعائلة "كوكس" فقدتا ما يزيد عن ربع ثروتيهما. حتى ثروة عائلة "جونسون" لم تنجُ من الخسارة بسبب انخفاض إيرادات "فيديليتي إنفستمنت" بمقدار 34٪.

ومع ذلك، صمدت هذه العائلات تاريخياً خلال فترات الركود والصدمات والحروب، حيث أفاد إيريك بيكر، المؤسس المشارك لمكتب "كريست" الذي تعود ملكيته لعدد من العائلات، بأنَّ "النجاة من الحرب أو الكساد الكبير تولد مهارات وممارسات معينة، حيث توجد صلابة عقلية ونجاة".

ومن ناحية عائلة "والتون"، كان من الممكن أن يكون التأثير أكبر لولا تنوُّع أعمالها في السنوات الأخيرة، حيث يُستثمر نحو ربع ثروة الأسرة خارج مجال البيع بالتجزئة، مثل رأس المال الاستثماري والعقارات وصناديق المؤشرات، إذ يرى بول ماجيروس، الخبير الاستراتيجي لأصحاب الأعمال في بنك "بي إم أو" الخاص، أنَّ "التنويع يكاد يكون على مستوى العالم من الأشياء التي تركز عليها العائلات صاحبة الثروات الكبيرة".

وكانت السوق المتقلبة للسلع نعمة للبعض، حيث أضافت عائلتا "كارغيل" و"ماكميلان" 13.6 مليار دولار إلى ثروتيهما في العام الماضي. علماً بأنَّ إيراداتهما من الحبوب واللحوم ارتفعت بنسبة 23٪ إلى رقم قياسي قدره 165 مليار دولار في العام المالي 2022. فيما اكتسبت عائلة "كوتش" والعائلة الحاكمة السعودية المليارات من ارتفاع أسعار الطاقة.

يُذكر أنَّ الأسر التي تستمد ثرواتها من الأعمال التجارية التي تسيطر عليها عن كثب كان أداؤها في المتوسط أفضل من الأسر التي كانت أصولها الرئيسة خاضعة لأزمات الأسواق هذا العام. كما كانت نصف العائلات الغنية محمية إلى حد ما من مخاوف المستثمرين وأكثر مرونة مع الاستراتيجية والموارد، حيث إنَّها حافظت عمداً على خصوصية شركاتها.

فعلى سبيل المثال، حصلت عائلة "ميلز" في شيكاغو على مكان في قائمة هذا العام. ولكن قبل خمسين عاماً، جعلت العائلة أعمالها في مجال السلع الطبية عاماً، في ما وصفه الرئيس التنفيذي للشركة شارلي ميلز "بالخطأ الكبير". لذا اشترت العائلة في نهاية المطاف جميع الأسهم وألغت إدراج الشركة.

إلّا أنَّه في العام الماضي، مع تضخم التقييمات إلى مستويات كبيرة، وافقت العائلة على بيع 79٪ من أسهم الشركة إلى شركات الأسهم الخاصة في صفقة قدرت قيمةَ شركاتها من الجيل الرابع بمبلغ 32 مليار دولار، حيث احتفظت بجزء واستمرت في تشغيله، لكنها الآن مغمورة بالثروة.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com