تواصل إمارة دبي تصدرها كواحدة من أغلى المدن العربية من حيث تكلفة المعيشة، متقدمة بفارق شاسع على القاهرة، وبنسبة ملحوظة على الرياض، سواء عند احتساب الإيجارات أو استبعادها. وتعكس بيانات حديثة لعام 2025 تفوق تكاليف المعيشة بمختلف بنودها، من السكن إلى الغذاء والنقل والخدمات والترفيه.
تُظهر الأرقام أن تكلفة المعيشة في دبي عند احتساب الإيجار أغلى بنحو 220% مقارنة بالقاهرة، أي أكثر من ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى ارتفاع أسعار الإيجارات التي تزيد على نظيرتها في العاصمة المصرية بأكثر من 900%. وحتى عند استبعاد الإيجار، تبقى تكلفة المعيشة في دبي أعلى بنحو 65%، بفعل ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة تتراوح بين 80% و130%، إضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل بأكثر من 175% مقارنة بالقاهرة. كما تسجل خدمات الكهرباء والمياه والإنترنت في دبي أسعاراً مرتفعة مقارنة بمثيلاتها في مصر، فيما تُعد المطاعم والأنشطة الترفيهية في دبي من الأغلى عربيا.
في مقارنة أخرى مع الرياض، تظهر البيانات أن تكلفة الحياة في دبي أغلى بنحو 40% إلى 45% عند احتساب الإيجار، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى ارتفاع أسعار السكن في دبي بنسبة تصل إلى 72% مقارنة بالرياض. وعند استبعاد الإيجار، ينخفض الفارق إلى نحو 29%، مع وجود تقارب نسبي في أسعار بعض السلع والخدمات بين المدينتين، إلا أن دبي تتفوق في أسعار المواد الغذائية التي تزيد بنحو 12% إلى 15% عن الرياض، وكذلك في تكاليف النقل التي تزيد بنسبة تقارب 87%.
تكشف الأرقام أن تكلفة المعيشة في الرياض أغلى من القاهرة بنسبة 126% عند احتساب الإيجار، وتنخفض إلى نحو 56% عند استبعاد هذا البند. ويُعزى الفارق جزئياً إلى ارتفاع أسعار الإيجار في الرياض مقارنة بالقاهرة، إضافة إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بنحو 87% في الرياض مقارنة بالقاهرة، فضلاً عن تكاليف النقل والخدمات العامة المرتفعة نسبياً في الرياض. وفي المقابل، تتميز القاهرة بانخفاض تكاليف المطاعم والأنشطة الترفيهية مقارنة بكل من دبي والرياض.
تشير هذه المقارنات إلى أن الإيجار يعد العنصر الأكثر تأثيراً في تحديد تكلفة المعيشة في المدن الثلاث، حيث يرفع مستويات التكاليف في دبي إلى معدلات مرتفعة غير مسبوقة في المنطقة، بينما يمثل أيضا سبباً رئيسياً للفارق بين الرياض والقاهرة. وتلعب أسعار المواد الاستهلاكية، والنقل، والخدمات دوراً في تشكيل الفوارق، لكنها أقل تأثيراً من بند السكن على إجمالي الإنفاق الشهري للأسر والمقيمين. ويُعزى ارتفاع الإيجارات في دبي إلى الطلب القوي على السكن في المدينة كمركز مالي وتجاري عالمي، في حين تؤثر عوامل العرض والطلب والقوة الشرائية على أسعار السكن في الرياض والقاهرة.