الولايات المتحدة تريد صفقة متوازنة
الصين تسعى للتفاوض ولكن بشروط
بينما يُصر الأميركيون على أنه لا تنازل عن إعادة التوازن إلى الميزان التجاري مع الصين التي طالما استغلت واشنطن على حد وصف الرئيس الأميركي، وفي المقابل تأتي التصريحات الصينية القوية التي تشير إلى أنها لن تتزعزع قيد أنملة قبل أن تعود واشنطن عن «ظلمها» على حد وصف بكين، إلا أن كلا الطرفين خلف الكواليس يهادن ويفاوض بل ويقدم الإعفاءات.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ ساعات إن الولايات المتحدة تجتمع مع العديد من الدول، بما في ذلك الصين، بشأن صفقات تجارية، وأن أولويته الرئيسة مع الصين هي تأمين صفقة تجارية عادلة.
وأضاف ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية إنه لا يخطط للتحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ هذا الأسبوع، لكن المسؤولين الأميركيين كانوا يتحدثون مع نظرائهم الصينيين حول مجموعة متنوعة من الأمور المختلفة.
كرر ترامب ادعاءه بأن الصين كانت تستغل الولايات المتحدة لسنوات عديدة بشأن التجارة العالمية، مضيفاً أن خطوة الرئيس السابق ريتشارد نيكسون للتواصل وإقامة علاقات مع الصين كانت أسوأ شيء فعله على الإطلاق.
ترامب قال: «لقد انسحبنا فجأة، هذا يعني أننا لن نخسر تريليون دولار، لأننا لا نتعامل معهم حالياً، وهم يريدون إبرام صفقة بشدة، سنرى كيف ستسير الأمور، ولكن يجب أن تكون صفقة عادلة».
رغم ذلك بدا ترامب أكثر تفاؤلاً بشأن الصين واحتمالات التوصل إلى اتفاق في مقابلة مع شبكة «إن بي سي نيوز» سُجِّلَت يوم الجمعة، وبثت أمس الأحد.
في المقابلة، أقر ترامب بأنه كان صارماً للغاية مع الصين؛ ما أدى إلى قطع التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم، لكنه قال إن بكين تريد الآن التوصل إلى اتفاق.
وعندما سُئل الرئيس الأميركي عما إذا كان سيُعْلَن عن أي اتفاقيات تجارية الأسبوع الجاري، قال ترامب إن ذلك «قد يحدث» على الأرجح لكنه لم يذكر تفاصيل.
وأشار إلى أنه لا يتوقع التوصل إلى اتفاق مع بعض الدول، بل قد يُحدد تعريفة جمركية محددة لشركائه التجاريين خلال الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة المقبلة.
كما لم يوضح ترامب ما إذا كان يشير إلى التعريفات الجمركية المتبادلة التي أُعلن عنها في 2 أبريل، والتي من المقرر أن تُطبق في 8 يوليو بعد فترة توقف لمدة 90 يوماً.
عقد كبار مسؤولي ترامب سلسلة من الاجتماعات مع شركاء التجارة منذ أن فرض الرئيس في الثاني من أبريل رسوماً جمركية 10% على معظم الدول، إضافة إلى رسوم جمركية أعلى على العديد من شركائه التجاريين، والتي عُلقت بعد ذلك لمدة 90 يوماً.
كما فرض رسوماً جمركية 25% على السيارات والصلب والألمنيوم، و25% على كندا والمكسيك، و145% على الصين.
يوم الجمعة الماضي قالت الصين إنها تقيّم نهج المسؤولين الأميركيين لبدء مفاوضات بشأن الرسوم الجمركية، وهو ما قد يمثل تهدئة محتملة في الحرب التجارية التي أثارت الآمال في بدء محادثات تجارية رسمية قريبا.
قالت وزارة التجارة الصينية يوم الجمعة: «إذا قاومنا، فسنقاتل حتى النهاية؛ وإذا تحدثنا، فالباب مفتوح»، وأضافت: «حرب الرسوم الجمركية والحرب التجارية بدأتا من جانب واحد من قبل الولايات المتحدة، فإذا أرادت الولايات المتحدة الحوار، فعليها إظهار صدقها والاستعداد لتصحيح ممارساتها الخاطئة، وإلغاء الرسوم الجمركية الأحادية».
بينما يدافع الرئيس ترامب عن الرسوم الجمركية البالغة 145% على الواردات الصينية، مدعياً أن الصين تستحقها، إلا هذه التعليقات تتناقض مع الجهود المبذولة داخل الإدارة الأميركية للنظر في تخفيضات تدريجية للرسوم الجمركية وإحياء محادثات التجارة، والعديد من قرارات الإعفاء على غرار السيارات والهواتف المحمولة.
في غضون ذلك فإن الصين أعدت قائمةً بالسلع الأميركية المعفاة من رسومها الجمركية البالغة 125%، بهدف تخفيف التوترات التجارية دون تقديم تنازلات علنية.
وتتوسع القائمة، مع إعفاءاتٍ حديثةٍ من الإيثان الأميركي، وبعض منتجات أشباه الموصلات، وبعض الأدوية؛ ما يُقدم تخفيفا للتوتر خلف الكواليس مع الحفاظ على موقفٍ علنيٍّ حازم.
في الوقت ذاته هناك بعض الإعفاءات الجمركية في الطريق إلى شركات صناعة السيارات الأميركية، بعد أن وقع ترامب الأسبوع الماضي على أمر يقدم إعفاءات من بعض الرسوم الجمركية على السيارات وأجزائها.