النفط يُنهي سلسلة خسائر طويلة بعد بيانات أميركية ضعيفة
يبدو أن أسعار النفط في طريقها لإنهاء سلسلة طويلة من الخسائر امتدت على مدار أسبوعين، وتزامنت ارتفاعات الأسعار اليوم وأمس الخميس مع صدور بيانات أميركية جاءت دون التوقعات في إشارة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، وجاء قبلها بيانات المخزون الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، التي كشفت عن سحب يفوق التوقعات من المخزونات في إشارة إلى زيادة الطلب على الوقود والبنزين في الولايات المتحدة.
وفي غضون ذلك، تحركت شهية المخاطر لدى المتداولين الذين يراهنون على أن تلك البيانات الضعيفة قد تدفع الفيدرالي الأميركي لإعادة النظر في موعد خفض الفائدة وهو ما قد يضغط على الدولار الأميركي.
وتنتعش مبيعات النفط مع انخفاض الدولار الذي تعد قوته رياحا معاكسة لصعود الأسعار، نظراً لتسعير النفط بالعملة الأميركية التي ترفع من تكلفة شراء ونقل وتأمين النفط الخام، لذا فكلما انخفض الدولار كان ذلك دافعاً لصعود الأسعار والعكس.
الأسعار الآن
زادت أسعار النفط اليوم الجمعة بينما تستمر المخاوف بشأن الإمدادات نتيجة صراع الشرق الأوسط مع تزايد الهجمات الإسرائيلية على مدينة رفح الحدودية وسط أنباء عن اجتياح مزمع للمدينة.
وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الجمعة، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 60 سنتا بما يعادل 0.7% وصولا إلى مستويات قرب الـ90 دولارا للبرميل.
وفي غضون ذلك، زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 80 سنتا أو ما يعادل 0.65% وصولا إلى مستويات قرب الـ85 دولارا للبرميل.
اقرأ أيضاً- "سبيس 42" كيان إماراتي ضخم في عالم الفضاء
النفط أمس
وعند نهاية تعاملات أمس الخميس، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يونيو 2024، بنسبة 1.1%، وصولا إلى مستويات 89.01 دولار للبرميل.
وفي غضون ذلك ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يونيو 2024، بنسبة 0.9%، وصولا إلى مستويات 83.57 دولار للبرميل.
ومنذ بداية الأسبوع الذي ينتهي اليوم الجمعة ارتفع خام برنت القياسي في حدود 2.4%، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي بما يقرب من 1%.
ما يقود الأسعار؟
وفي غضون ذلك، ترى توشيتاكا تازاوا المحللة لدى شركة فوجيتومي للأوراق المالية المحدودة أن أسعار النفط تلقت في وقت مبكر من تعاملات اليوم دعما من المخاوف بشأن الإمدادات مع استمرار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
وقالت توشيتاكا تازاوا: "التوترات بين إيران وإسرائيل تراجعت، لكن من المتوقع أن تتفاقم الهجمات الإسرائيلية على غزة، كما أن خطر امتداد الصراع إلى الدول المجاورة يعزز أسعار النفط".
اقرأ أيضاً- المركزي الياباني يُضحي بالين.. ويُصدر قرار الفائدة
ولفتت توشيتاكا تازاوا إلى أن من المتوقع أن يتسع نطاق القتال في غزة حيث قد تبدأ إسرائيل اجتياحا بريا على رفح في جنوب القطاع، الأمر الذي قد يزيد من فرص نشوب حرب أوسع قد تؤدي إلى اضطراب إمدادات النفط في الشرق الأوسط.
وفي الوقت ذاته، أشارت تازاوا إلى أنه ومع ذلك، لم تظهر أي علامات أخرى على نشوب صراع مباشر بين إسرائيل وإيران، وهي منتج رئيسي للنفط، منذ الأسبوع الماضي.
تركيز السوق
وتعليقاً على بيانات النمو الأميركي، قال فيل فلين المحلل لدى برايس فيوتشرز غروب: "بدأت السوق تدرك أنه إذا وضعت تقريرا بأكمله في منظوره الصحيح، فمن المحتمل أن تكون أرقام تباطؤ النمو مبالغ فيها".
وأضاف المحلل لدى برايس فيوتشرز غروب: "أعتقد أن السوق بدأت أيضا في التركيز على وضع العرض المحدود وعوامل الخطر الجيوسياسية".
اقرأ أيضاً- اليورو يرتفع أمام الدولار بعد بيانات أميركية مخيبة للآمال
وأظهرت البيانات أن النمو الاقتصادي تباطأ في الربع الأول في أميركا، بيد أن وزيرة الخزانة الأميركية قالت: "إن نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي في الربع الأول من العام قد يتم تعديله بالزيادة وإن التضخم سيتراجع بعد مجموعة من العوامل غير المألوفة دفعت الاقتصاد إلى أضعف أداء له في ما يقرب من عامين".
وأكدت وزيرة الخزانة أن النمو الاقتصادي الأميركي من المرجح أن يكون أقوى مما تشير إليه البيانات الفصلية الأضعف من المتوقع.
توقعات متفائلة
وقال كبير محللي النفط في إل إس إي جي أويل ريسيرش إميريل جميل: "أسعار النفط كانت تتراجع بعدما تم إعادة تركيز معنويات السوق على الرياح الاقتصادية العالمية المعاكسة بسبب التوترات الجيوسياسية".
وأوضح جميل أنه بغض النظر عن العوامل الجيوسياسية، فإن الأسعار في هذا الربع ستحركها عوامل تشمل تخفيضات إمدادات المنتجين الرئيسيين والبيانات الاقتصادية الصادرة من الصين ومنطقة اليورو.
ولفت كبير محللي النفط في أبحاث بورصات لندن إلى توقعات الطلب المتزايدة مع حلول فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي وسط توقعات بانخفاض المعروض.
وأظهرت بيانات أخرى لإدارة معلومات الطاقة أن مخزونات النفط الأميركية انخفضت على غير متوقع الأسبوع الماضي مع قفزة في الصادرات، في حين هبطت مخزونات البنزين أقل من المتوقع.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات الخام تراجعت 6.4 مليون برميل إلى 453.6 مليون برميل، مقارنة مع توقعات محللي ستاندرد آند بي غلوبال بزيادة 825 ألف برميل.