المعارض والمزادات والسباقات تعزز الطلب على هذا النوع من السيارات
سوق السيارات الكلاسيكية في الإمارات مرشحة للنمو بمعدل سنوي 4.5%، لتصل إلى 1.8 مليار دولار بحلول عام 2032، وذلك بفضل تزايد الاهتمام بهذا النوع من السيارات بين هواة الجمع، إلى جانب الثراء المتزايد في المنطقة، بحسب شركة «كريدنس ريسرش» (Credence Research) للأبحاث.
تعد سوق السيارات الكلاسيكية بشكل عام، قطاعاً مزدهراً في صناعة السيارات، ويُرجّح أن يصل حجمها إلى 51.3 مليار دولار بحلول 2028، مقارنة بنحو 31 مليار دولار في 2021، وفقاً لبيانات الشركة المتخصصة بأبحاث الأسواق العالمية.
وفي منطقة الخليج، تشهد هذه السوق نمواً ملحوظاً، لا سيما في الإمارات التي تستضيف فعاليات عديدة لهذا النوع من السيارات، مثل سباق «ميل ميليا» (Mille Miglia) أو «الألف ميل» الذي يجمع 100 سيارة كلاسيكية بقيمة 150 مليون دولار، وهو سباق سيارات كلاسيكي إيطالي، ويعد أحد أشهر سباقات السيارات في العالم.
يقول ميغيل يورينتي، رئيس وكالة «توميني غروب» (Tomini Group) للسيارات الكلاسيكية، ومقرها دبي، إن سوق السيارات الكلاسيكية في الإمارات يتجاوز حالياً المليار دولار، مقارنة مع 40 مليار دولار حجم السوق عالمياً. ويضيف في تصريحات لـ«إرم بزنس» أن السيارات الكلاسيكية هي عبارة عن مركبات ذات عمر معين، يفضل أصحابها امتلاكها بسبب تاريخها أو منشئها أو ندرتها أو أهميتها. ومع ذلك يمكن اعتبار بعض السيارات الحديثة «كلاسيكية مستقبلية» بسبب ندرتها أو تصنيعها الخاص أو عوامل أخرى، على حد قوله.
الفترة الزمنية التي تصبح بعدها أي سيارة «كلاسيكية» (قديمة)، تتراوح في العادة ما بين 25 إلى 30 عاماً على الأقل، علماً أن «الاتحاد الدولي للسيارات القديمة»، ومقره إيطاليا، يعتبر أن 30 عاماً هو العمر المفترض للسيارة الكلاسيكية، وهذا هو المعيار المعتمد في سوق الإمارات، بحسب يورينتي.
تقول «كريدنس ريسرش» إن هناك طلباً متزايداً على السيارات الكلاسيكية في الإمارات، وهذا يأتي بدعم من تنظيم المعارض المختلفة، والمزادات، والأحداث المخصصة لعرض هذا النوع من السيارات. كما أن البيئة الاقتصادية القوية في ظل تمتع الدولة بأحد أعلى معدلات دخل الفرد على مستوى العالم، والذي يصل إلى 40 ألف دولار، تسمح للأفراد من أصحاب الثروات بالاستثمار في السيارات الكلاسيكية، باعتبار ذلك رمزاً للمكانة الرفيعة، فضلاً عن أنه يمثل استثماراً بديلاً.
غير أن هذا النوع من الاستثمار، لا يخلو من التحديات، خصوصاً ما يتعلق منها بتكاليف استيراد المركبات القديمة، إلى جانب ما تتطلبه هذه الفئة من السيارات من معاملة خاصة، من حيث النقل والتأمين، ما يؤدي في نهاية الأمر إلى ارتفاع التكلفة بشكل كبير، بحسب «كريدنس ريسرش».
يقول يورينتي: «تشكل الصيانة التحدي الأكبر في هذا المجال، نظراً لندرة قطع الغيار ونقص عدد الخبراء المؤهلين لصيانتها». ويضيف أن ذلك يفوق التحدي المتعلق بتوافر السيارات الكلاسيكية في الإمارات، إذ إن مكانة الدولة كمركز تجاري عالمي، تتيح سهولة استيراد وتصدير هذه المركبات، وهو ما يسمح للهواة باقتناء النماذج النادرة منها.
كذلك، يواجه أصحاب السيارات الكلاسيكية صعوبة في التأمين على ما يعتبرونه «تحفاً فنية». فقطاع التأمين المحلي لا يزال يفتقر إلى أسس التقييم الخاصة بهذا النوع من السيارات. وهناك عدد ضئيل من شركات التأمين التي تعتمد على «تقييم مهني» يسمح للغالبية العظمى من السيارات الكلاسيكية بالسير على الطرقات في الإمارات، باستثناء سيارات السباق، أو تلك التي لا تتلاءم مع السير بسرعات عالية على الطرق الرئيسة.
يقول أفيناش بابور، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة وساطة التأمين في الإمارات «إنشورانس ماركت» (Insurance Market)، إن تأمين السيارات الكلاسيكية في الدولة يتم بناءً على القيمة السوقية المتفق عليها بين المالك وشركة التأمين نفسها. «هذه القيمة تعتمد على تقييمات احترافية تشمل عوامل مثل ندرة السيارة وحالتها وأهميتها التاريخية». ويضيف أن هناك قيوداً صارمة تُفرض على استخدام هذا النوع من السيارات، إذ يقتصر استخدامها مثلاً على القيادة الترفيهية والمشاركة في الفعاليات الخاصة، مع حدود سنوية للمسافة المقطوعة، تتراوح بين 2000 و3000 كيلومتر.
تستند عملية التقييم في الغالب إلى آراء الخبراء، واتجاهات السوق، وحالة السيارة، وندرتها، وأهميتها التاريخية. كذلك طريقة استخدام السيارة، وظروف تخزينها، وتاريخ قيادة المالك لها، كلها عوامل يُحدّد قسط التأمين بناءً عليها، بحسب بابور «بعض السيارات الكلاسيكية يُحتفظ بها كمقتنيات، ولا تُستخدم في السير على الطرقات. وفي مثل هذه الحالات، يكون التأمين عليها بموجب برامج التأمين على المنازل، بدلاً من برنامج تأمين السيارات التقليدي».
قالت «كريدنس ريسرش» في تقرير: إن السيارات الكلاسيكية تتفوق في كثير من الأحيان على الأدوات الاستثمارية التقليدية، مثل الأسهم والعقارات، إذ إن قيمة بعض النماذج ارتفعت بأكثر من 500%.
يشير التقرير إلى أن السيارات الكلاسيكية تنقسم إلى ثلاث فئات: فئة السيارات الفاخرة التي تشمل السيارات الكلاسيكية التي يزيد سعرها على 200 ألف دولار، والسيارات ذات التكلفة المتوسطة التي تتراوح أسعارها بين 50 و200 ألف دولار، والسيارات ذات التكلفة الميسورة التي تقل أسعارها عن 50 ألف دولار.
تتفاوت أسعار السيارات الكلاسيكية بحسب حالتها، وإن تساوت أحياناً مع السيارات العادية، فإن النادر والمميز منها قد يتجاوز سعر البيع أحياناً، أسعار السيارات الفاخرة الحديثة.