وول ستريت تهوي بعد تهديدات ترامب بفرض جمارك على الاتحاد الأوروبي

تراجعت المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت خلال تعاملات الجمعة، بعد أن دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على السلع الأوروبية، في خطوة أربكت الأسواق وزادت من التوترات التجارية. وجاء ذلك بالتزامن مع هبوط أسهم «آبل» بعدما حذر ترامب من أن الشركة ستدفع رسوماً جمركية إذا لم تُصنّع أجهزة «آيفون» داخل الولايات المتحدة.

وكتب ترامب على منصة «تروث سوشيال»: «الاتحاد الأوروبي أُنشئ بهدف رئيسي هو الاستفادة من الولايات المتحدة تجارياً، وكان من الصعب التعامل معه دائمًا». وسجّلت أسهم «آبل» أدنى مستوى لها في أسبوعين وأغلقت منخفضة بنسبة 2.7%، بعد أن صرّح ترامب بأن الشركة ستخضع لرسوم بنسبة 25% على هواتفها المباعة في السوق الأميركية إذا لم تكن مصنّعة محليًا.

 

وبعد ساعة من الافتتاح، تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي 394.94 نقطة أو 0.94% إلى 41,464.15 نقطة، بينما خسر «ستاندرد آند بورز 500» 68.92 نقطة أو 1.18% ليسجل 5,773.09 نقطة، وهبط «ناسداك» المركب 288.78 نقطة أو 1.53% إلى 18,636.96 نقطة.

وسجّل مؤشر التقلب «VIX» التابع لبورصة شيكاغو – المعروف بمؤشر الخوف في وول ستريت – أعلى مستوياته في أكثر من أسبوعين، مرتفعًا إلى 24 نقطة. وانخفضت جميع القطاعات الـ11 الرئيسية ضمن مؤشر «ستاندرد آند بورز»، بقيادة قطاعي السلع الاستهلاكية الكمالية والتكنولوجيا، الأكثر تضررًا من موجة التراجع.

وتراجعت أسهم الشركات العملاقة ذات القيمة السوقية المرتفعة، مثل «أمازون» و«إنفيديا»، بنحو 2% لكل منهما. وهبط مؤشر التكنولوجيا بنسبة تقترب من 2%، كما تراجعت أسهم شركات الطيران، بما في ذلك «أميركان إيرلاينز»، بأكثر من 1%. وانخفضت أسهم «نايكي» للملابس الرياضية بنسبة 2.5%، و«بست باي» لمبيعات الإلكترونيات بنسبة 1.7%.

وسجّلت «ديكرز أوتدور» تراجعًا حادًا بأكثر من 21%، بعد أن أعلنت الشركة المالكة لعلامة «أغ» عن توقعات مبيعات للربع الأول أقل من التقديرات، مشيرة إلى أنها لن تصدر أهدافًا سنوية في ظل الغموض الاقتصادي المرتبط بالرسوم الجمركية.

ويتجه المؤشران الرئيسيان «داو جونز» و«ناسداك» إلى تسجيل خسائر أسبوعية حادة، وسط مخاوف متزايدة بشأن ارتفاع مستويات الدين العام، ما أدى إلى صعود عوائد سندات الخزانة مطلع الأسبوع. وقد بدأت هذه المخاوف بعد أن خفّضت وكالة «موديز» التصنيف الائتماني للولايات المتحدة في نهاية الأسبوع الماضي.

وفي تطور تشريعي لافت، مرر مجلس النواب الأميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون مشروع قانون ضريبي ومالي واسع النطاق يدعم إلى حد كبير أجندة ترامب، وينتظر الآن إقراره في مجلس الشيوخ، حيث يتمتع الجمهوريون بأغلبية 53 مقعدًا مقابل 47.

وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل مجددًا، إذ أقبل المستثمرون على الأصول الآمنة. وانخفضت عوائد السندات لأجل 10 سنوات بمقدار 4.8 نقاط أساس إلى 4.505%.

في المقابل، قفز سهم «إنتويت» بنحو 8.7% إلى مستوى قياسي، بعدما أعلنت الشركة المطوّرة لبرامج إعداد الضرائب عن توقعات تفوق التقديرات للإيرادات والأرباح في الربع الرابع.

ومن المتوقع أن تتباطأ وتيرة التداولات مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع الطويلة، إذ تُغلق الأسواق يوم الإثنين بمناسبة «يوم الذكرى» في الولايات المتحدة.