اﻷربعاء 28 مايو 2025 ص
تشهد الأسواق العالمية اليوم انخفاضاً ملحوظاً في وتيرة التداولات، بالتزامن مع عطلة «يوم الذكرى» في الولايات المتحدة، وهي إحدى أبرز المناسبات الرسمية التي تتأثر بها حركة الأسواق الأميركية، ولا سيما أسواق العقود الآجلة، العملات، والنفط.
وبحسب بيانات تاريخية، فإن أحجام التداول على العقود الآجلة مثل مؤشري «ستاندرد آند بورز 500» و«ناسداك»، إضافة إلى عقود النفط والذهب، عادة ما تتراجع بنسبة تتراوح بين 30% إلى 60% في أيام العطل الرسمية، مقارنة بمستويات التداول الاعتيادية. ويشمل ذلك أيضاً سوق العملات (الفوركس)، حيث ينخفض حجم التعاملات، خاصةً على أزواج الدولار مثل «اليورو/دولار» و«الدولار/ين».
وفي أسواق النفط، تُسجّل تراجعات واضحة في أحجام العقود الآجلة لخام «غرب تكساس الوسيط» و«برنت» في عطلات مثل عيد الميلاد، و«عيد الشكر»، و«يوم الذكرى»، حيث تقل المشاركات المؤسسية وتتراجع أنشطة التحوط.
في المقابل، تُظهر الإحصاءات أن أعلى أحجام التداول عبر مختلف الأسواق تُسجَّل عادة في الأسابيع التي تسبق قرارات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي أو نشر تقارير التوظيف الأميركية، وأشهر مارس، يونيو، سبتمبر وديسمبر، التي تشهد تعديلات فصلية على المؤشرات ومراكز الصناديق.
وتُسجّل أعلى مستويات السيولة في الأسواق عادة خلال أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس من كل أسبوع، مقارنة بيومي الاثنين والجمعة، حيث تكون الحركة أقل نشاطاً.
كما يُعتبر الأسبوع الثالث من كل شهر، ولا سيما مع اقتراب موعد انتهاء العقود الشهرية، من أكثر الفترات نشاطاً في الأسواق، سواء في تداول العقود الآجلة أو سوق الفوركس.
ويشير خبراء الأسواق إلى أن التداول في فترات السيولة المنخفضة – كما في أيام العطل – قد يكون محفوفاً بمخاطر أعلى؛ بسبب اتساع الفروقات السعرية وزيادة التقلبات الناجمة عن ضعف عمق السوق. وعلى النقيض، تتيح الفترات ذات السيولة العالية فرصاً أكبر للدخول والخروج من الصفقات بأمان وكفاءة.
لذا يُنصح المتعاملون في الأسواق بالحذر خلال فترات الركود الموسمي في التداول، والتركيز على إدارة المخاطر أو التحوط، بدلاً من فتح مراكز جديدة قد تتأثر بتحركات غير متوقعة في ظل ضعف السيولة.
