أفضل أداء في شهر.. هل يتسلل الذهب صوب ذروته التاريخية؟

ارتفعت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة اليوم الجمعة، نهاية تعاملات الأسبوع، مقتربة خطوة جديدة من أعلى مستوياتها على الإطلاق، إذ تحوم الآن قرب أعلى مستوياتها في أسبوعين.

في غضون ذلك يتجه الذهب لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر، مدعوماً بتراجعات العملة الأميركية ما عزز الإقبال على السبائك المقومة بالدولار، تزامنا وانخفاض جاذبية السندات.

تطور الأسعار

◄ صعد الذهب في المعاملات الفورية 0.7% أو ما يعادل 23 دولاراً في الأونصة، ليصل إلى 3317 دولارا للأونصة، بحلول الساعة 5:00 صباحاً بتوقيت غرينتش.
◄ زدات العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم شهر يوليو بنسبة 0.65%  أو ما يعادل 19 دولاراً للأونصة، لتصل إلى 3327.50 دولار، أو ما يعادل 50 دولاراً للأونصة.
◄ انخفضت أسعار الذهب أكثر من 21 دولاراً في نهاية تعاملات اليوم الخميس، لأول مرة في 3 جلسات، بالتزامن مع ارتفاع مؤشر العملة الأميركية أمام سلة العملات الرئيسة.
◄ كانت أسعار الذهب ارتفعت بقيمة 29 دولاراً في نهاية تعاملات أول أمس، لتسجل أعلى مستوياتها في أكثر من أسبوع، مع انخفاض الدولار ما عزز الإقبال على السبائك.
◄ في غضون ذلك يتجه الذهب إلى تسجيل مكاسب أسبوعية بحوالي 2%، في حين يرتفع بنحو 26% منذ بداية العام الحالي.

الملاذ الآمن

تظل التوترات الاقتصاد تدعم ارتفاع الذهب، رغم عمليات جني الأرباح التي تعرضت لها أسعار الذهب أمس إلا أن المعدن النفيس يشهد عمليات إقبال متزايدة، مع تصاعد المخاوف إزاء أوضاع المالية العامة في أكبر اقتصاد في العالم.

في الوقت ذاته، زادت المخاوف بعد موافقة مجلس النواب الأميركي، على مشروع قانون شامل للضرائب والإنفاق أمس، بما يضمن تنفيذ معظم أجندة الرئيس دونالد ترامب ويضيف تريليونات الدولارات إلى الدين الحكومي.

في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية عن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، وذلك في أعقاب تقرير لشبكة «سي.إن.إن» أفاد بأن إسرائيل تستعد لشن ضربات على إيران.

محفزات الأسعار

عزز من إقبال المتداولين على اقتناء الذهب من جديد، تنامي مخاوف إزاء الطريقة التي تدير بها الولايات المتحدة مشكلة ديونها، خاصة مع مشروع التخفيضات الضريبية المتقب الذي يسعى ترامب لتمريره.

جنباً إلى جني كانت «وكالة موديز« للتصنيف الائتماني خفضت التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة درجة واحدة الأسبوع الماضي، مشيرة إلى مخاوف بشأن تزايد ديونها المتراكمة البالغة 36.2 تريليون دولار.

وشهدت وزارة الخزانة الأميركية طلباً ضعيفاً على بيع سندات بقيمة 16 مليار دولار لأجل 20 عاما أول أمس الأربعاء، وهو ما انعكس سلبا على الأصول عالية المخاطر على غرار أسهم وول ستريت.

هبط الدولار أكثر من 1% منذ بداية الأسبوع حتى الآن، ويتجه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ 7 أبريل، ما يجعل الذهب المسعر به أرخص لحائزي العملات الأخرى.

ما التالي؟

يتوقع خبراء «غولدمان ساكس» أن يحطم الذهب المزيد من الأرقام القياسية هذا العام، وأن يرتفع سعر الأونصة إلى 3700 دولار بحلول نهاية عام 2025، مع شراء البنوك المركزية أطناناً عديدة من المعدن النفيس شهرياً.

من المرجح أيضا ارتفاع أسعار السلع الأساسية مع زيادة استثمارات مستثمري صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) تحسباً لخفض أسعار الفائدة ووسط تزايد المخاوف من الركود، وفي حال حدوث ركود، تتوقع شركة غولدمان ساكس للأبحاث أن يرتفع سعر الذهب إلى 3880 دولارًا للأونصة.

قد يلجأ المستثمرون الأفراد إلى الذهب لتنويع استثماراتهم بعيداً عن الأصول الأميركية، خاصة إذا استمر أداء أدوات التحوط التقليدية في محافظ الأسهم، مثل سندات الخزانة الأميركية، في الانخفاض خلال فترات انخفاض الأسهم.