logo
ماكسيمليان كونكل الرئيس التنفيذي للاستثمار في الثروات العائلية والمؤسسية العالمية في بنك يو بي إس.
ثروات

كيف يعيد أثرياء العالم توجيه ثرواتهم في خضم الحروب التجارية؟

كونكل: الحرب التجارية العالمية هي الخطر الاستثماري الأكبر في 2025

كونكل: الوضع الحالي ليس تكراراً لثلاثينيات القرن الماضي

كونكل: ركزوا على النمو الهيكلي المستدام رغم حالة عدم اليقين

تاريخ النشر:9 يوليو 2025, 05:47 ص

في وقت يتصدّر فيه شبح الحرب التجارية العالمية المشهد الاقتصادي، حيث يعده 70% من مكاتب العائلات التي تدير ثروات الأثرياء الخطر الأكبر لعام 2025، تتجه هذه المحافظ الاستثمارية الضخمة نحو استراتيجيات جريئة تجمع بين التحوط الدفاعي والرهان على "مواضيع النمو الهيكلي".

ففي ظل حالة عدم اليقين، يصبح التركيز على الابتكار طويل الأمد هو الملاذ الأكثر أماناً، وفقاً لتحليلات ماكسيمليان كونكل، الرئيس التنفيذي للاستثمار في الثروات العائلية والمؤسسية العالمية في بنك «يو بي إس» (UBS) السويسري، خلال حديث خاص مع «إرم بزنس».

يدعم هذه المخاوف ما جاء في تقرير عالمي حديث لمكاتب العائلات 2025، مصنفاً «الحرب التجارية العالمية كأكبر خطر استثماري في عام 2025». ووفقاً لكونكل، فإن لهذا التهديد تداعيات ملموسة؛ إذ يُحجم رواد الأعمال عن ضخ استثمارات جديدة، بينما وصلت معدلات التعريفات الجمركية الفعلية في الولايات المتحدة إلى حوالي 15%، في زيادة هي الأكبر على ضرائب المستهلكين في تاريخ البلاد الحديث وقت السلم.

أخبار ذات صلة

ثروات الأفراد حول العالم.. كيف تتوزع حسب المناطق؟

ثروات الأفراد حول العالم.. كيف تتوزع حسب المناطق؟

اقتصاد عالمي متباين

على عكس التوقعات المتشائمة، يرى ماكسيمليان كونكل، أن الوضع الحالي يختلف جذرياً عن أزمة ثلاثينيات القرن الماضي. فالمشهد اليوم يتميز بصراع تقوده الولايات المتحدة ضد بقية العالم، في حين تستمر المناطق الأخرى مثل أوروبا والصين في التداول فيما بينها، مدعومة بسياسات مالية ونقدية تحفيزية. هذا الانفصال قد يعني أن التباطؤ الاقتصادي العالمي لن يكون بالحدة التي يتوقعها البعض.

وفي الولايات المتحدة، يتوقع كونكل، ارتفاعاً في معدلات التضخم، مدفوعاً بشكل أساسي بالرسوم الجمركية. إلا أنه يستبعد سيناريوهات التضخم المفرط، مشيراً إلى أن "برودة سوق العمل" تحد من احتمالية حدوث زيادات واسعة في الأجور، ما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، للتركيز على تباطؤ سوق العمل بدلاً من التضخم.

إعادة هيكلة المحافظ

في ظل هذه البيئة المعقدة، ينصح الرئيس التنفيذي للاستثمار في الثروات العائلية والمؤسسية العالمية في بنك يو بي إس، المستثمرين بالنظر في مراكز الدولار الفائضة وتجنب أدوات الدخل الثابت ذات الآجال الطويلة جداً، والتي من المرجح أن تكون الأكثر تضرراً. وتماشياً مع هذه الرؤية، تركز مكاتب العائلات الأميركية على أدوات الدخل الثابت قصيرة إلى متوسطة الأجل بهدف تنويع محافظها.

ويؤكد التقرير الصادر عن يو بي إس، أن البحث عن "تعزيز العائدات والتنويع" هو المحرك الرئيس لهذه التحركات. فقد زادت مخصصات الديون الخاصة إلى الضعف لتبلغ 4% في عام 2024، كما ارتفعت مخصصات المعادن الثمينة كالذهب من 1% في 2023 إلى 2% في 2024.

أخبار ذات صلة

من أذكى عقل استثماري في العالم؟.. ثروات المليارديرات تُجيب

من أذكى عقل استثماري في العالم؟.. ثروات المليارديرات تُجيب

الرهان على المستقبل

يشدد كونكل، على أهمية التركيز على "مواضيع النمو الهيكلي" التي يمكن أن تزدهر رغم حالة عدم اليقين السائدة، وتبرز ثلاثة مجالات رئيسة كفرص للابتكار التحولي ستقود أسواق الأسهم في العقد القادم:

أولاً، الذكاء الاصطناعي (AI) الذي لم يعد استثماراً مقتصراً على الشركات المنتجة للتكنولوجيا، بل امتد ليشمل الشركات التي تتبناها بفعالية مثل قطاعي الخدمات المالية والرعاية الصحية.

ثانياً، الكهرباء والطاقة المتجددة.

ثالثاً، الرعاية الصحية وتحديداً المواضيع المتعلقة بإطالة العمر.

ميزة رأس المال «الصبور»

ما الذي يمنح مكاتب العائلات القدرة على اتخاذ مثل هذه الرهانات طويلة الأجل في سوق شديدة التقلب؟ تكمن الإجابة في مزاياها التنافسية الرئيسة، وفقاً لماكسيمليان كونكل، الذي قال: «فهي تتمتع بالوصول إلى (رأس المال الصبور)، وغالباً ما تعمل دون قيود استثمارية صارمة؛ ما يمنحها القدرة على تبني رؤية طويلة المدى وتنويع محافظها على نطاق عالمي واسع». هذه المرونة هي التي تسمح لها بالاستفادة من فرص النمو الهيكلي، وتعزيز العائدات، وتحقيق تنويع حقيقي لا تملكه المؤسسات الاستثمارية الأخرى».

في اقتصاد عالمي يتصارع مع التضخم الناتج عن التعريفات الجمركية والانقسامات الجيوسياسية، يبدو أن الدليل الاستراتيجي لأغنى العائلات في العالم واضح، مواجهة التقلبات قصيرة المدى من خلال التمسك بالابتكار طويل الأجل. ولكن يبقى التساؤل الأهم ليس فقط حول وجهة الاستثمار، بل حول كيفية الحفاظ على اليقين اللازم للمضي قدماً في هذه الرؤية. وكما يرى كونكل، فإن المفتاح هو التركيز على «مواضيع النمو الهيكلي الذي يمكن أن يستمر رغم كل حالة عدم اليقين».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC