هل تفتح مشروعا أم تتزوج؟.. فكر جيدا

أثار لاعب كرة السلة الأميركي المعتزل بول بيرس جدلاً واسعاً بتصريح مفاده أن «الزواج ليس مناسباً إلا للفقراء وكبار السن»، مشيراً إلى أن من يملك المال والفرص قد لا يرى في الزواج ضرورة أو أولوية.

بحسب بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، انخفض معدل الزواج في الولايات المتحدة بحوالي 6% العام 2022 مقارنةً بما كان عليه العام 1946، وهو ما يعكس تحولاً واضحاً في التوجهات الأسرية والاجتماعية.

في المقابل، لا يبدو الواقع العربي بمنأى عن هذه التحوّلات، وإن كان بدوافع مختلفة.

ففي الوقت الذي تزداد فيه تكلفة المعيشة، بات كثيرٌ من الشباب العربي يعيد النظر في فكرة الزواج، بل يخضعها لحسابات مالية دقيقة.

ذلك لأن الزواج، في صورته الحالية، لم يعد مجرد ارتباط عاطفي، بل تحوّل إلى مشروع اقتصادي متكامل، يتطلب تمويلاً كبيراً يشمل المهر، وحفل الزفاف، وتجهيز المنزل، والالتزامات المعيشية المتواصلة.

فعلى سبيل المثال، تشير تقديرات نشرها موقع «كاش فلو» إلى أن، مهر العروس في مصر قد يصل إلى نحو 17 ألف دولار. أما في لبنان، فقد يتراوح بين 20 إلى 150 ألف دولار، تبعاً للظروف الاجتماعية والاقتصادية

تطرح هذه التحوّلات أسئلة جوهرية حول مستقبل الزواج في العالم العربي، ومدى الحاجة إلى إعادة النظر في شروطه وتكاليفه، بما يجعله متاحاً وقابلاً للاستمرار، خاصة في أوساط الشباب.

ورغم أن العامل العاطفي يبقى حاضراً في دوافع الزواج، إلا أن تزايد التعقيدات الاقتصادية يجعل كثيرين ينظرون إلى الارتباط اليوم باعتباره قراراً استثمارياً محفوفاً بالمخاطر.