خيَّم الظلام الدامس على غرب أوروبا بعد انقطاع كامل للكهرباء حيث ضربت العاصفة كيران العديد من دول أوروبا، وسط توقعات بأن تتجاوز الخسائر المادية لتلك العاصفة مليارات الدولارات، إضافة إلى حالة الفزع والاستنفار تحسبًا من تحول العاصفة إلى ما يسمى بـ"القنبلة الجوية".
وفي غضون ذلك، تم تعليق وإلغاء عشرات الرحلات الجوية وإغلاق العديد من المحطات الرئيسة والكبرى في غرب أوروبا، جنبًا إلى جنب والإعلان عن وفاة ما يقرب من 20 شخصا في مناطق متفرقة من دول أوروبا.
ماذا حدث؟
تسببت الرياح التي حطمت الأرقام القياسية في فرنسا ومعظم أنحاء أوروبا الغربية في تدمير نواقل الكهرباء وتدمير محطات ومحولات كاملة.
وفي الوقت ذاته، تتزايد حالات الوفيات مع ارتفاع أعداد المصابين مع تدمير العاصفة لمئات المنازل، جنبًا إلى جنب مع قطع التيار الكهربائي وتوقف شبه تام للنقل الجوي والبري.
ومنذ ساعات، هبت رياح تزيد سرعتها على 190 كيلومترا في الساعة على الطرف الشمالي لساحل فرنسا المطل على المحيط الأطلسي.
اقرأ أيضًا- خسائر اقتصاد إسرائيل ستتجاوز حربي 67 و 73
1.2 مليون أسرة
وقالت شركة إنيديس للكهرباء في بيان: "إن نحو 1.2 مليون أسرة فرنسية انقطعت عنها الكهرباء، ويشمل ذلك حوالي نصف المنازل في بريتاني، شبه الجزيرة الأطلسية الأكثر تضرراً من إعصار كيران".
وأضافت إنيديس للكهرباء: "إنها ستنشر 3000 عامل لاستعادة الطاقة عندما تسمح الظروف بذلك".
قنبلة قوية
وقال بن لوكي، مدير مهام مكافحة الفيضانات بالوكالة البريطانية: "أصدرنا حتى الآن 197 تحذيرًا مما يعني احتمال حدوث فيضانات، في جميع أنحاء إنجلترا".
وأضاف مدير مهام مكافحة الفيضانات": نراقب الأوضاع عن كثب تحسبًا لتحول العاصفة لما يسمى بالقنبلة الجوية.
وفي غضون ذلك، ألغيت جميع الرحلات الجوية في مطارات جيرسي وغيرنسي وألديرني.
وفي كورنوال جنوب غربي إنجلترا، انقطعت الكهرباء عن أكثر من 8500 منزل، مع رصد هطول أمطار غزيرة في 54 موقعا، معظمها على الساحل الجنوبي لإنجلترا، وفق هيئة البيئة.
اقرأ أيضًا- متفوقة على الصين وأميركا..الهند تتربع على عرش الطروحات
حالة طوارئ
ومع مخاوف مما يسمى بـ"القنبلة الجوية" التي تتسبب بها العاصفة تم إلغاء عشرات رحلات السكك الحديدية في جاليسيا واستورياس وإقليم الباسفة.
وتسبب وصول العاصفة كيران التي وضعت إسبانيا وعدة دول أخرى في حالة تأهب، في إلغاء 18 رحلة جوية في مطارات مدريد وبلباو وأستورياس وفيجو ولا كورونيا وسانتاندير .
وأعلنت دول أوروبية حالة التأهب القصوى بعد أن ضربت رياح تصل سرعتها إلى 190 كيلومترًا في الساعة ساحل فرنسا على المحيط الأطلسي خلال الليل.
تأهب أحمر
وأعلنت إسبانيا أنها وضعت بعض مناطق غاليثيا في حالة تأهب أحمر، وفي غضون ذلك ألغي ما يقرب من 50 رحلة جوية، بينها 13 في بلباو في منطقة الباسك في الشمال.
ووفقا لوكالة الأرصاد الجوية الإسبانية وُضعت بعض المناطق الساحلية في منطقتي كانتابريا وإقليم الباسك في حالة تأهب أحمر.
وفي البرتغال، قال المعهد الوطني للأرصاد الجوية: "إن البلاد لن تتأثر بشكل مباشر بالعاصفة كيران، لكنه وضع المناطق الساحلية في وسط وشمال البلاد في حالة تأهب أحمر.
اقرأ أيضًا- روسيا والعراق.. اتفاق بشأن أحد أكبر حقول النفط بالعالم
تعطل القطارات
وتعرضت أجزاء كبيرة من إسبانيا لأمطار غزيرة ورياح عاتية، وألغيت العديد من القطارات والرحلات الجوية.
وحثت شركات السكك الحديدية الركاب على العمل من المنزل إن أمكن بسبب احتمال سقوط الأشجار والحطام على القضبان.
وفي غضون ذلك، تم إلغاء حركة القطارات المحلية في جميع أنحاء غرب فرنسا، وتم إغلاق جميع الطرق في منطقة فينيستير في بريتاني.
إغلاق المطارات
وصدر تحذير من عاصفة لساحل بحر الشمال في ألمانيا، وتحذير من رياح شديدة على جزء من ساحل بحر البلطيق.
وفي الوقت ذاته، أعلنت العديد من شركات السياحة والسفر إلغاء العشرات من الرحلات مع تعليق حركة الملاحة في بعض المطارات بالمدن الرئيسة.
وألغت شركة الطيران الهولندية كيه إل إم جميع الرحلات الجوية من بداية الظهيرة حتى نهاية اليوم، بسبب سرعة الرياح العالية المستمرة والعواصف القوية المتوقعة في هولندا.
اقرأ أيضًا- عملة عالمية تتهاوى صوب مستويات 1990
إغلاق كوبر
وتم إصدار تنبيهات الطقس في معظم أنحاء سلوفينيا مع تقدم العاصفة، وتم إغلاق ميناء كوبر على البحر الأدرياتيكي أمام حركة المرور.
وانقطعت الكهرباء عن مئات الآلاف من الأسر في المملكة المتحدة وتم إخلاء مئات المنازل بعدما ضرب كيران جنوب إنجلترا.
وقالت شركة P&O Ferries إن حركة السياحة توقف في ميناء ميناء دوفر، وتم إغلاق الطريق رئيسي جزئيا حفاظا على السلامة العامة.
فيضانات بريطانيا
وقال سايمون بارتريدج، كبير خبراء الأرصاد الجوية في وكالة الأرصاد الجوية الحكومية البريطانية، إن الأسوأ بالنسبة لإنجلترا انتهى جزئيًا، إلا أن هناك توقعات بحدوث فيضانات".
وأضاف كبير خبراء الأرصاد الجوية في وكالة الأرصاد الجوية الحكومية البريطانية: "أن العاصفة بدأت تفقد طاقتها التي كانت تتمتع بها عندما وصلت لأول مرة".
بيد أنه في الوقت ذاته حثت وكالة البيئة البريطانية المواطنين على الاستعداد للفيضانات الداخلية، حيث لا يزال منسوب بعض الأنهار مرتفعا.
وقال بن لوكي، مدير مهام مكافحة الفيضانات بالوكالة: "أصدرنا حتى الآن 197 تحذيرًا مما يعني احتمال حدوث فيضانات، في جميع أنحاء إنجلترا".