تقارير
تقاريربورصة فرانكوفرت الألمانية- رويترز

بيانات قاتمة تضرب أوروبا.. الأسهم تتأرجح و"المركزي" في ورطة

بعدما استهلت الأسهم الأوروبية التعاملات المبكرة، اليوم الخميس، على تراجعات جماعية، تحولت دفة الأسهم بعد صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات الصناعي لدول الاتحاد الأوروبي التي جاءت سلبية للغاية لتدخل المؤشرات في موجة من التقلبات.

وأظهرت أحدث البيانات الاقتصادية انكماش القطاع الصناعي في منطقة اليورو إجمالا جنبا إلى جنب وانكماش القطاع في الدول الكبرى، وتضع تلك البيانات مسؤولي السياسة النقدية في المركزي الأوروبي في حرج شديد.

اقرأ أيضاً- الأسهم اليابانية تتراجع لليوم الثاني بعد تدخلات طوكيو في سوق العملات

وتشير البيانات إلى تداعيات رفع أسعار الفائدة على توسع النشاط الصناعي ونمو الشركات والمصانع وهو الأمر الذي قد يقود صناع السياسة النقدية إلى تغير أسرع من المتوقع في أسعار الفائدة.

ومنذ قليل وفي أحدث استطلاعات ( EY) إرنست آند يونغ، أظهر المسح انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر في أوروبا 4%، فيما شهدت ألمانيا تراجعا حادا وصل إلى 12 %وسط مخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد وأمن الطاقة.

سوف أدعم قرار خفض الفائدة في يونيو إذا أدت البيانات التي سوف تصدر على مدار الأسابيع الستة إلى ذلك
يواكيم ناجل
الأسواق الآن

فتحت الأسهم الأوروبية على هبوط اليوم الخميس مع عودة المستثمرين من عطلة عيد العمال لتحليل أثر سلسلة من نتائج أعمال شركات كبرى وإشارة مجلس الاحتياطي الاتحادي إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة.

وبعد مرور بعض الوقت، ارتفعت المؤشرات الأوروبية جميعها قبل ان تعود للتقلب من جديد، بينما سيطرت عليها حالة من التباين خلال لحظات كتابة ونشر التقرير.

ارتفع مؤشر فوتسي 100 البريطاني بحوالي 0.35% ما يعادل 30 نقطة عند مستويات 8150 نقطة، وزاد مؤشر فوتسي إم أي بي البريطاني بنسبة 0.4%.

اقرأ أيضاً- ماذا يحدث.. تقلبات شديدة وتحركات مثيرة في سوق العملات؟

وفي غضون ذلك ارتفع مؤشر أيبكس الإسباني خلال هذه اللحظات بنسبة 0.2% عند مستويات 10868 نقطة، بينما انخفض مؤشر يورو ستوكس 600 الأوسع نطاقا بنسبة 0.3% أو ما يعادل 1.3 نقطة إلى مستويات 503 نقاط.

وفي الوقت ذاته، تراجع مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.1% أو ما يعادل 20 نقطة إلى مستويات 17914 نقطة، وهبط مؤشر كاك الفرنسي 40 بنسبة 0.9% أو ما يعادل 7914 نقطة.

يتعين على البنك المركزي الأوروبي اتخاذ قراره بشأن الفائدة حسب مجريات كل اجتماع، واستناداً للبيانات الواردة
يواكيم ناجل
بيانات قاتمة

وأظهرت بيانات ماركيت إيكونومي مؤشر مديري المشتريات الصناعي في منطقة اليورو ليسجل 45.7 نقطة دون مستويات النمو مقابل 46.1 نقطة في مارس.

وانكمش مؤشر مديري المشتريات procure.ch (أبريل) الإسباني إلى 41.4 نقطة دون التوقعات بتسجيل 45.5 نقطة ودون القراءة السابقة عند 45.2 نقطة.

وانكمش مؤشر مديري المشتريات الصناعي الإيطالي إلى 47.3 نقطة مقابل توقعات بتسجيل 50.3 نقطة ومقابل القراءة السابقة في مارس عند 50.4 نقطة.

اقرأ أيضاً- جرس إنذار لأوروبا.. الاستثمارات تفر من جحيم الفائدة واللوائح

وانكمش مؤشر مديري المشتريات الصناعي الفرنسي (أبريل) إلى 45.3 نقطة مقابل توقعات بتسجيل 45 نقطة ودون القراءة السابقة عند 46.2 نقطة.

ولا يزال مؤشر مديري المشتريات الصناعي الألماني (أبريل) منكمشا رغم نموه إلى 42.5 نقطة مقابل 42.2 نقطة، ومقابل القراءة السابقة عند 41.9 نقطة.

في الوقت الحالي، لا يبدو أن ضعف اليورو هو مصدر القلق الأكبر للبنك المركزي
آي إن جي بنك
خفض الفائدة

وفي غضون ذلك، أكد صانع السياسة النقدية الأوروبي يواكيم ناجل ورئيس البنك المركزي الألماني، أن المركزي الأوروبي لا يمكنه أن يجزم بما سيحدث عقب التخفيض المحتمل للفائدة في اجتماع يونيو.

وخلال مؤتمر "دي زي بنك" لأسواق المال في برلين قال ناجل: "إنه سوف يؤيد قرار خفض الفائدة في يونيو إذا أدت البيانات التي سوف تصدر على مدار الأسابيع الستة حتى حلول موعد الاجتماع لزيادة الثقة بشأن اتجاه التضخم نحو مستوى 2%".

اقرا أيضاً- بعد السقوط لقاع شهر.. الذهب يضمد بعض جراحه

وأضاف محافظ المركزي الألماني: "رغم ذلك، فإن مثل هذه الخطوة لن يتبعها بالضرورة سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة، وأكد على عدم إمكانية التزام صناع السياسة النقدية بمسار محدد مسبقاً نظراً حالة عدم اليقين في الوقت الراهن".

وفي إشارة إلى التزام المركزي الأوروبي بمتابعة البيانات، أكد محافظ المركزي الألماني عدم اقتناعه التام بأن معدل نمو الأسعار يتجه نحو المستوى المستهدف، وقال ناجل: "إنه يتعين على البنك المركزي الأوروبي اتخاذ قراره بشأن الفائدة حسب مجريات كل اجتماع، واستناداً للبيانات الواردة".

النفط والتصعيد المحتمل للصراعات في الشرق الأوسط هو الذي سيسبب على الأقل بعض الصداع لصقور البنك المركزي الأوروبي
آي إن جي بنك
توقعات الفائدة

وقال آي إن جي بنك في مذكرة: "في الوقت الحالي، لا يبدو أن ضعف اليورو هو مصدر القلق الأكبر للبنك المركزي الأوروبي. إن الارتفاع في أسعار النفط والتصعيد المحتمل للصراعات في الشرق الأوسط هو الذي سيسبب على الأقل بعض الصداع لصقور البنك المركزي الأوروبي."

وقال صناع السياسة حتى الآن إن تحركات أسعار النفط وسعر الصرف أصغر من أن تؤدي إلى تغيير توقعات التضخم بشكل أساسي، لكن توقعات السوق بشأن تخفيضات أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي مستمرة في التراجع.

اقرأ أيضاً- استوعب صدمة المخزونات.. النفط يقطع سلسلة عنيفة من التراجعات

ويرى المستثمرون الآن 75 نقطة أساس فقط من تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام، أو حركتين بعد يونيو، وهو تراجع مقارنة بما كان عليه قبل شهرين عندما تم رؤية ما بين 4 و5 تخفيضات.

وأظهرت بيانات نهائية من يوروستات، أن التضخم في منطقة اليورو تباطأ في جميع المجالات الشهر الماضي، مما عزز التوقعات بخفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة في يونيو، حتى مع ارتفاع تكاليف الطاقة وضعف اليورو الذي يلقي بظلاله على التوقعات.

نظرا لحالة عدم اليقين العالية، سيتبع المركزي الأوروبي نهجا يعتمد على البيانات الاقتصادية
بابلو هيرنانديز دي كوس
اجتماع يونيو

وقال صانع السياسات في البنك المركزي الأوروبي ، بابلو هيرنانديز دي كوس: "إنه يجب على المركزي الأوروبي أن يبدأ في خفض أسعار الفائدة باجتماع يونيو المقبل، إذا استمر التضخم في التباطؤ كما هو متوقع".

وأضاف دي كوس: "أنه نظرا لحالة عدم اليقين العالية، سيتبع المركزي الأوروبي نهجا يعتمد على البيانات الاقتصادية، حيث يتم اتخاذ قرارات السياسة النقدية في كل اجتماع".

وإلى جانب ذلك، أشار عضو المركزي الأوروبي إلى أن بنك إسبانيا يدرس تحديد مستوى إيجابي لاحتياطي البنوك لمواجهة التقلبات الدورية.

وفي غضون ذلك، أشار نائب محافظ المركزي الأوروبي لويس دي جيندوس، إلى التقدم الذي أحرزه المركزي الأوروبي بشأن التضخم، لكنه لم يقدم أي توقعات واضحة بشأن وتيرة تخفيض أسعار الفائدة.

وأضاف دي جيندوس أن من المتوقع أن تظل قرارات السياسة النقدية في المركزي الأوروبي مقيدة بما فيه الكفاية طالما كان ذلك ضروريا.

اقرأ أيضاً- عاصفة جديدة تؤثر على حركة الرحلات عبر مطار دبي
اقرأ أيضاً- مصر توافق على إطلاق "onebank" أول بنك رقمي

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com