بارونز
بارونزشترستوك

الاقتصاد البريطاني يعاني.. كيف ستتأثر الأسواق؟

يعاني الاقتصاد البريطاني من بين الاقتصادات الرئيسية الأخرى في العالم من أسرع معدل تضخم، بأكثر من 8%، كما يشهد اقتصاد البلاد بعضاً من أعلى معدلات الفائدة، حيث من المتوقع أن يقوم بنك إنجلترا بالزيادة الثانية على التوالي بمقدار نصف نقطة في أغسطس.

وعلى الرغم من أن الاقتصاد البريطاني لم يدخل بعد حالة الركود مثل الاقتصاد الألماني، إلا أن التوقعات تشير إلى نمو فاتر خلال السنوات القليلة المقبلة.

أداء البورصات

وقد انعكس هذا الوضع الكئيب على أداء مؤشرات البورصة البريطانية، حيث انخفض مؤشر فوتسي 100 هذا العام، بينما ارتفع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 17%، وارتفع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 24%، وارتفع مؤشر داكس الألماني بنسبة 16%.

ويعد هذا الأداء خبر سار بالنسبة للمستثمرين لسببين، الأول هو أن الشركات المدرجة في مؤشر فوتسي 100 تحقق 80% من أرباحها خارج المملكة المتحدة حيث إنها لا تعتمد على الاقتصاد المحلي، والسبب الثاني هو أنه يتم تداول تقييمات الشركات البريطانية بخصم 20% تقريباً وذلك لمواكبة الأسواق العالمية، وفقاً لما ذكره تشارلز لوك مدير الاستثمار في Murray Income Trust.

وقال لوك في تقرير نشر في 28 يونيو، إن الأسواق البريطانية رخيصة من حيث القيمة المطلقة، تاريخياً، ومقارنة بالأسهم العالمية، وبالمقابل يحصل المستثمرون على دخل عالمي بسعر رخيص.

وفي سياق متصل قال هيو جيمبر، استراتيجي السوق العالمية في جي بي مورغان والمختص بإدارة الأصول في لندن، إن تكوين القطاع البريطاني، يمكن أن يجعل أداءه جيداً في النصف الثاني من العام.

وفي حين أن أسواق الولايات المتحدة كانت مدفوعة بالارتفاع بسبب أسهم التكنولوجيا، إلا أن مؤشر فوتسي يضم الكثير من الشركات المالية، والتي ستحقق عوائد بسبب أسعار الفائدة المرتفعة.

التضخم

وعلى الرغم من أن التضخم لا يزال مرتفعاً بعناد في المملكة المتحدة، إلا أنه من المتوقع أن يشهد انخفاضا سريعاً في الفترة الحالية، كما هو الحال في الولايات المتحدة، والدول الأخرى، وذلك بسبب تراجع أسعار الطاقة مقارنة بالعام الماضي.

وانخفض المعدل الرئيسي أكثر من المتوقع في يونيو إلى أدنى مستوى له في 15 شهرًا عند 7.9%.

الأسهم المستفيدة

ومن الممكن أن يحسن ذلك من أداء الأسهم الاستهلاكية الأساسية، وتعزيز الأسهم المرتبطة في السفر، مثل شركة الخطوط الجوية الدولية البريطانية، والتي ارتفع بالفعل بنسبة 27% هذا العام، إلا أنه لا يزال أقل بكثير من مكاسب قطاع السفر الأميركي، حيث قفز سهم الخطوط الجوية الأميركية بأكثر من 45%.

وكان أداء عمالقة الطاقة بما في ذلك شل وبي بي مشابهاً لأداء نظرائهم في أميركا، إلا أن أسهمهم لا تزال تتداول بخصم كبير، حيث يتم تداول سهم بي بي عند 6.4 أضعاف أرباحها الآجلة، بينما يتم تداول أسهم شل في 7.5 مرة، وبالمقارنة يتم تداول سهم إكسون التي تعتبر أكبر منتج للنفط في الولايات المتحدة بأرباح 11 ضعفاً.

وانخفض سهم بي بي بأكثر من 15% منذ فبراير، وتضررت الشركة مثل نظيراتها من انخفاض أسعار النفط هذا العام، إلا أنها في آخر أرباح لها في مايو تجاوزت تقديرات المحللين للربحية، مع رسملة سوقية تبلغ حوالي 105 مليارات دولار.

ودخلت المملكة المتحدة في مأزقها الحالي بسبب بعض القرارات السيئة، ولا يزال سوق العمل الضيق يضغط على التضخم كما هو الحال في الولايات المتحدة، كما أن المملكة المتحدة كانت معرضة بشدة لارتفاع أسعار الغاز الطبيعي بعد الحرب الروسية الأوكرانية مثل بقية أوروبا.

وعلاوة على ذلك ، أدى انفصال المملكة المتحدة الفوضوي عن الاتحاد الأوروبي إلى إبطاء النمو الاقتصادي وإلحاق الضرر بسلاسل التوريد. وأثارت محاولة لم تدم طويلاً لفتح جانب العرض في الاقتصاد من خلال تخفيضات ضريبية كبيرة في الخريف الماضي خلال فترة رئاسة الوزراء ليز تروس التي استمرت شهرين إلى فزع سوق السندات ، مما أدى إلى ارتفاع العائدات.

وعلى الرغم من تعافي الثقة بالحكومة إلى حد ما منذ ذلك الحين، لكن المعارك المستمرة حول رواتب الممرضات والمعلمين وسائقي القطارات لا تزال تلقي بثقلها على المشاعر.

وعلى الرغم من أن احتمالات النمو قاتمة ، إلا أن التوقعات للأسهم أكثر إشراقًا.

وقال جيمبر من جي بي مورجان: "التوقعات الاقتصادية للمملكة المتحدة أكثر صعوبة من أجزاء أخرى من العالم". "لكن سوق الأسهم يمكن أن تستفيد بالفعل."

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com