وتشن حركة الحوثي اليمنية -التي تسيطر على الأجزاء الأكثر اكتظاظا بالسكان في اليمن- هجمات على السفن في المياه قبالة البلاد منذ أكتوبر الماضي مع اندلاع الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس.
وفي المقابل تشن الولايات المتحدة وبريطانيا مع تحالف دولي هجمات على أهداف للحوثيين ردا على هجمات الجماعة على حركة الشحن.
تعرض ناقلة نفط ترفع علم بنما لهجوم على بعد 10 أميال بحرية تقريبا إلى جنوب غربي مدينة المخا اليمنيةأمبري
وأجبرت تلك الهجمات شركات الشحن على تغيير مسار السفن، ولجأت إلى سلوك طريق أطول وأكثر تكلفة حول جنوب أفريقيا، بدلا من البحر الأحمر.
وأثارت الهجمات مخاوف من اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وربما توقف إمدادات النفط.
وتسيطر منطقة النفط على ما يقرب من ثلث واردات النفط العالمية، بينما يسيطر مضيق هرمز على 20% من صادات النفط، وفقا لبيانات "ميرسك" العالمية.
وقالت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري اليوم السبت إنها تلقت معلومات عن تعرض ناقلة نفط ترفع علم بنما لهجوم على بعد 10 أميال بحرية تقريبا إلى جنوب غربي مدينة المخا اليمنية.
وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية قد قالت في وقت سابق اليوم إن سفينة تعرضت لأضرار طفيفة في البحر الأحمر بعد إصابتها بجسم مجهول.
وذكرت "أمبري" أن اتصالا لاسلكيا أشار إلى أن السفينة أُصيبت بصاروخ وأن حريقا اندلع على متنها، ولم تقدم الشركة تفاصيل عن الاتصال.
الوضع الأمني المتصاعد في البحر الأحمر يثير مخاوف بشأن أثر الصراع في الأراضي الفلسطينية على التجارة وتكاليف الشحنصندوق النقد
وأضافت "أمبري" في وقت لاحق أن الناقلة تلقت مساعدة، وأن الأنباء تفيد بأن إحدى وحدات التوجيه بالسفينة تعمل. ولم تذكر الشركة الجهة التي قدمت المساعدة.
وأضافت الهيئة في مذكرة: "السفينة وطاقمها بخير وتواصل طريقها إلى ميناء التوقف التالي".
وأوضحت الهيئة أن الحادث وقع على بعد 76 ميلا بحريا شمال غربي الحديدة باليمن.
وقال صندوق النقد الدولي: "إن الوضع الأمني المتصاعد في البحر الأحمر يثير مخاوف بشأن أثر الصراع في الأراضي الفلسطينية على التجارة وتكاليف الشحن".
وأضاف الصندوق في تقرير تضمن تحديثا لآفاق الاقتصاد الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "بعد تعرض سفن لهجمات طائرات مسيرة في البحر الأحمر وخليج عدن، أعلنت العديد من شركات الشحن الكبرى تحويل الشحنات إلى مسارات شحن بديلة، مع ما يترتب على ذلك من آثار محتملة على سلاسل التوريد العالمية وتداول السلع الأولية، فضلا عن ارتفاع تكاليف التأمين".
وشكلت التجارة المارة عبر قناة السويس نحو 12% من التجارة العالمية بما في ذلك 30% من حركة نقل الحاويات العالمية، و10 إلى 15% من الشحنات المنقولة بحرا، و8% من شحنات الغاز الطبيعي المسال العالمية".
وارتفعت تكاليف الشحن للمسارات الواصلة بين أوروبا والبحر المتوسط والصين بأكثر من 400%صندوق النقد
وقال الصندوق: "انخفض الحجم التراكمي للشحنات المارة عبر قناة السويس خلال يناير الماضي نحو 50% مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق".
وارتفعت تكاليف الشحن للمسارات الواصلة بين أوروبا والبحر المتوسط والصين بأكثر من 400% منذ منتصف نوفمبر، ما يعكس على الأرجح مزيجا من ارتفاع أسعار التأمين في ظل زيادة المخاطر الأمنية وارتفاع تكاليف النقل المرتبطة بطرق الشحن الأطول.
و قال الصندوق: "إن ثمة مخاطر قد تتعرض لها المنطقة من بينها التأثيرات السلبية للصراع على الشحن والتجارة الإقليمية، مشيرا إلى أنه حال تصاعد حدة الصراع فقد ترتفع المخاطر التي تواجهها مسارات التجارة الأخرى وخاصة شرق البحر المتوسط وقنوات التوزيع الأخرى، وتتمثل في الحركة الجوية. كما أن التشديد المحتمل للعقوبات أو القيود الأخرى على التجارة قد يؤدي لاضطراب في تدفقات التجارة العالمية وسلاسل التوريد".
وأضاف الصندوق: "علاوة على ذلك، تكاليف الشحن يمكن أن ترتفع أكثر إذا استمر التوتر، كما أن تحويل شركات الشحن أجزاء أكبر من تجارتها إلى مسارات بديلة أطول من شأنه زيادة تكاليف الوقود والتشغيل".