شهدت سوق الأسهم الصينية في الآونة الأخيرة انفصالاً واضحاً عن أداء الأسواق العالمية الكبرى، مثل مؤشر «S&P 500» الأميركي و«FTSE» البريطاني و«DAX» الألماني.
وعلى الرغم من قوة الصين كدولة تصنيع تكنولوجي، فإن أسواقها لم تستفد من طفرة الذكاء الاصطناعي التي عززت أسواقاً عالمية أخرى لتحقيق مستويات قياسية.
منذ عام 2021، تأثرت الأسواق الصينية بمجموعة من العوامل السلبية، بما في ذلك السياسات الصارمة لمكافحة كوفيد-19، وانهيار سوق العقارات، وأزمات الديون. ورغم محاولات الحكومة الصينية لإعادة تنشيط السوق عبر حزم تحفيزية مختلفة، إلا أن التأثير كان ضئيلاً. وفقا لرصد أجراه موقع «ياهو فايننس».
ومع ذلك، كشفت الصين مؤخراً عن استراتيجيتها الجديدة، التي تتضمن تدابير مالية قوية تهدف إلى ضخ السيولة وتسهيل الاقتراض. هذه الحزمة التحفيزية الأخيرة أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت هذه المرة ستحدث فرقاً حقيقياً. بعض المحللين يرون أن السوق قد بدأت بالفعل في الاستجابة، حيث شهدت الأسهم الصينية ارتفاعاً ملحوظاً، وتحولت الاتجاهات الهبوطية إلى انتعاش.
في مذكرة حديثة للعملاء، أشار نيكولاس كولاس من «داتا تريك» (DataTrek) إلى أن هذه التحفيزات تعكس تغييراً كبيراً في سياسة الصين الاقتصادية. وأكد أن المستثمرين العالميين الذين كانوا يتجنبون السوق الصينية، قد يبدأون في إعادة تقييم مواقفهم. الملياردير ديفيد تيبر ذهب إلى أبعد من ذلك، معتبراً أن الوقت الحالي هو الأفضل للاستثمار في كل شيء في الصين.
ورغم هذا التفاؤل، يحذر خبراء مثل جيفري كلينتوب من «تشارلز شواب» (Charles Schwab) من أن الوقت لا يزال مبكراً لتحديد ما إذا كانت هذه الإجراءات ستغير فعلاً المشهد الاقتصادي في الصين، مشيرين إلى أن «هيئة المحلفين ما زالت في انتظار القرار».
ورغم الشكوك المستمرة، فإن عودة الاهتمام بالأسهم الصينية تبعث الأمل في تحسين الوضع الاقتصادي، ويبدو أن السوق قد بدأت أخيراً في التحرك نحو اتجاه أكثر إيجابية.