اﻷثنين 19 مايو 2025 م
في خضم بيئة اقتصادية شديدة التقلب، سجل مؤشر الخوف «فيكس» (VIX) على مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» اليوم مستوى 18 نقطة، في إشارة إلى حالة توتر معتدل تسود الأسواق الأميركية. هذا المستوى لا يُعد منخفضاً بما يكفي للدلالة على ثقة مطلقة، ولا مرتفعاً إلى درجة تعكس ذعراً شاملاً، بل يضع الأسواق في منطقة رمادية من الحذر والانتظار.
مؤشر «فيكس» يقيس التقلبات المتوقعة خلال الثلاثين يوماً المقبلة، ويُستخدم كمقياس رئيس لمشاعر المستثمرين، لذلك يُعرف بـ«مؤشر الخوف». وعندما يكون عند مستوى 18 نقطة، فإن ذلك يوحي بأن المستثمرين يتوقعون بعض التذبذب في الأسواق، دون أن يتوقعوا أزمة وشيكة أو انهياراً.
أقل من 15 نقطة يُفهم على أنه مؤشر هدوء وثقة. ما بين 15 و20 يعكس توتراً متصاعداً. أما فوق 30، فيكون السوق في حالة قلق شديد أو أزمة حادة.
وفي مارس 2022، مثلاً، بلغ المؤشر ذروته عند أكثر من 36 نقطة بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، وسط تصاعد المخاوف من أزمة طاقة عالمية وتوترات جيوسياسية واقتصادية.
ويُظهر تحليل تحركات «فيكس» في السنوات الأخيرة أنه يتأثر بشكل كبير بعدة عوامل أبرزها: التحولات في السياسة النقدية الأميركية، خصوصاً قرارات الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بشأن أسعار الفائدة والتقارير الاقتصادية المهمة مثل بيانات التضخم والوظائف والتطورات الجيوسياسية المفاجئة أو المتصاعدة ونتائج أرباح الشركات الكبرى وتقلبات سوق السندات.
ويُعرف عن «فيكس» علاقته العكسية مع الأسهم: فعندما يرتفع المؤشر، تتراجع الأسواق غالباً مع توجه المستثمرين إلى الملاذات الآمنة، مثل الذهب أو السندات. أما عندما يتراجع «فيكس»، فيكون ذلك مؤشراً على عودة الثقة للأسواق، ما يدفع المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر.
لكن هذا المؤشر لا يُستخدم فقط كأداة لقراءة المزاج العام، بل يُعد أداة استثمارية بحد ذاته. إذ يُقبل بعض المستثمرين على صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) أو عقود الخيارات المرتبطة بـ«فيكس» للتحوط من الخسائر أو حتى للمضاربة على ارتفاع التقلبات. ويرى بعض المحللين أن ارتفاع «فيكس» قد يمثل فرصة للشراء في أسواق الأسهم، إذ كثيراً ما ترتد هذه الأسواق بعد موجات الخوف، فيما قد يشير انخفاضه الشديد إلى مستويات مفرطة من الطمأنينة، ما يستدعي الحذر.
