ومن المفارقات الغريبة أن وحدة إدارة الأصول في بنك جي بي مورغان ترى في العملات المشفرة فرصة واعدة، في الوقت الذي يصر خلاله رئيس البنك جيمي ديمون على أن العملات المشفرة مجرد خدعة.
وانتقد الرئيس التنفيذي جيمي ديمون عملة بيتكوين وأقرانها، مقترحًا في تصريحات أمام مجلس الشيوخ في الكابيتول هيل أنه يجب حظر العملات المشفرة.
وقال رئيس أكبر بنك أميركي من حيث الأصول أثناء استجواب السيناتور إليزابيث وارين، الديمقراطية من ماساشوستس، خلال جلسة استماع للجنة المصرفية بمجلس الشيوخ: "لقد كنت دائمًا أعارض بشدة العملات المشفرة وبيتكوين وما إلى ذلك".
وأضاف جيمي ديمون: "حالة الاستخدام الحقيقية الوحيدة لها هي مع المجرمين وتجار المخدرات وغسل الأموال والتهرب الضريبي".
وقال رئيس أكبر بنك أميركي موجهًا خطابه إلى السيناتور إليزابيث وارين: "لو كنت مكان الحكومة الأميركية لأغلقت تداولات العملات المشفرة في واشنطن".
وتعد هذه التصريحات هي أحدث انتقادات من ديمون ضد العملات المشفرة، على الرغم من أن بنكه منخرط بشكل كبير في blockchain، وهي صناعة تبلغ قيمتها 1.6 تريليون دولار.
وفي تصريحات سابقة، وصف ديمون عملة بيتكوين بأنها "عملية احتيال مبالغ فيها" في إشارة إلى أنها كعمليات احتيال التسلسل الهرمي (بونزي).
وفي ظل مزيد من الاستجواب من السيناتور إليزابيث وارين، اتفق ديمون والعديد من الرؤساء التنفيذيين الآخرين للبنوك الكبيرة أمام مجلس الشيوخ كجزء من جلسة استماع روتينية حول التشفير على أن شركات العملات المشفرة يجب أن تواجه نفس لوائح مكافحة غسل الأموال مثل المؤسسات المالية الكبرى.
وقالت السيناتور إليزابيث وارين: "عندما يتعلق الأمر بالسياسة المصرفية، فأنا لا أتواصل عادة مع الرؤساء التنفيذيين للبنوك التي تدير مليارات الدولارات".
وأضافت السيناتور إليزابيث وارين: "لكن تجارة العملات المشفرة تتعلق بالأمن القومي".
وتابعت السيناتور إليزابيث وارين: "يجب منع الإرهابيين وتجار المخدرات والدول المارقة من استخدام العملات المشفرة في أنشطتهم الخطيرة".
واستطردت السيناتور إليزابيث واري: "لقد حان الوقت لكي يتحرك الكونغرس".
وتأتي انتقادات ديمون اللاذعة جنبًا إلى جنب وقفزة بيتكوين لأعلى مستوى بـ17 شهرًا وترتفع 170% حيث نجحت أكبر العملات المشفرة في اختراق مستويات الـ 44 ألف دولار.
وتقود أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة موجة ارتفاعات سوق الكريبتو الذي يعيش فترة من الزخم دفعت بالقيمة السوقية أعلى الوصول إلى أعلى مستوى منذ مايو 2022.
سجل بنك جي بي مورغان ومقره نيويورك، رسمياً علامة تجارية لمحفظة للعملات الرقمية.
ويخطط لتزويد المستخدمين بتحويلات إلكترونية للعملات الافتراضية عبر شبكة كمبيوتر عالمية.
كما تغطي العلامة التجارية التبادل المالي للعملات الرقمية بالإضافة إلى معالجة الدفع بالعملات الرقمية.
وفي أكتوبر 2020، أطلق جي بي مورغان عملة JPM للاستخدام التجاري، تم الإعلان عن المشروع مبدئياً في أوائل عام 2019.
في العام الماضي، اتخذ جي بي مورغان خطوة هائلة في قطاع الميتافيرس حيث افتتح صالة افتراضية في عملة ديسترلاند المشفرة التي تنتمي إلى فئة عملات الميتافيرس.
ويرى خبراء بنك جي بي مورغان أن قطاع الميتافيرس هو فرصة واعدة لاستثمارات قد تصل قيمتها لأكثر من تريليون دولار.
وقال جيمي ديمون في شهادة أمام الكونغرس الأميركي: "أنا من المتشككين الرئيسيين في العملات الرقمية، مثل بيتكوين.. إنها مخططات بونزي لامركزية".
ووصف ديمون عملة بيتكوين بأنها لا قيمة لها في أكثر من مناسبة، بل وتمادى بالقول أن بيتكوين مخطط احتيالي، ومخزن سيئ للقيمة، وغيرها من الانتقادات".
يرى الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، لاري فينك، أن العملات الرقمية ستلعب دورًا مهمًا كملاذ آمن.
وقال لاري فينك:" أعتقد أن هناك الكثير من الناس الذين يبحثون عن التحوط والأمان، سواء كان ذلك في السندات الحكومية، أو الذهب، أو العملات الرقمية".
وفي الشهر الماضي قررت الهيئة الأميركية للأوراق المالية والبورصات SEC تأجيل الفصل في طلبات الصناديق المقترحة من قبل كُبرى شركات الأصول، بما في ذلك بلاك روك، وإنفيسكو (Invesco)، وفالكيري (Valkyrie) وفيدليتي (Fidelity).
قال توني سيكامور، المحلل السوقي في مؤسسة "آي جي أستراليا": "إن المستثمرين يضعون في اعتبارهم بكل تأكيد احتمالات إطلاق صناديق استثمار متداولة في البورصة تستثمر مباشرة في بتكوين".
وأضاف سيكامور: "لكن التقلبات الكبيرة والقفزة الهائلة في سعر بتكوين هذه المرة تعكس استجابة العملة المشفرة بشكل أكبر لتوقعات تحول بوصلة وسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي النقدية".
يتوقع المسؤولون التنفيذيون في صناعة العملات المشفرة، بداية موجة جديدة صاعدة مع عدد متزايد من الأصوات، التي تتوقع أن تتجاوز عملة بيتكوين حاجز الـ100 ألف دولار في عام 2024.
وقال باسكال غوتيه الرئيس التنفيذي لشركة ليدغر إن "عام 2023 كان عاماً للاستعداد الصعودي، الذي لم يأتِ بعد، وسط مشاعر متفائلة للغاية لعامي 2024 و2025".