logo
اقتصاد

قبل ساعات من «المحضر».. «الفيدرالي» يُحذر من «مخاطر باهظة»

قبل ساعات من «المحضر».. «الفيدرالي» يُحذر من «مخاطر باهظة»
جون سي ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي «الفيدرالي» في نيويورك، أمام النادي الاقتصادي في مدينة نيويورك الأميركية يوم 6 مارس 2019.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:28 مايو 2025, 07:27 ص

بينما تترقب الأسواق صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، في غضون ساعات، أطلق رئيس بنك الاحتياطي «الفيدرالي» في نيويورك جون وليامز، اليوم الأربعاء، تحذيراً مهماً للأسواق بشأن تكلفة التسرع في اتخاذ القرارات.

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون وليامز، إن البنوك المركزية يجب أن تستجيب بقوة نسبية ومحسوبة عندما يبدأ التضخم في الانحراف عن هدفه، في ظل تداعيات التعريفات الجمركية غير اليقينية حتى الآن.

تأتي تصريحات وليامز على هامش اجتماعات النسخة اليابانية من ندوة جاكسون هول التي تنعقد على مدار يومين (أمس واليوم)، إذ يناقش محافظو البنوك المركزية العالمية في طوكيو العام الجاري حقيقتين غير مريحتين: «النمو الاقتصادي المتعثر والتضخم الثابت»، في ظل حرب التعريفات الجمركية التي أشعل فتيلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

عدم اليقين

قال وليامز في إفادة صحفية، إنه في ضوء حالة عدم اليقين الكبيرة بشأن التأثير الاقتصادي للرسوم الجمركية والسياسة التجارية الأميركية، ينبغي للبنوك المركزية أن تركز على تجنب اتخاذ خطوات متسرعة.

أوضح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أن تكلفة الخطأ في القرارات المتسرعة تكون في بعض الأحيان أكبر بكثير من الفوائد، بدلاً من السعي إلى الحل الأمثل للمشكلة.

أخبار ذات صلة

«أوبك+» وإيران وفنزويلا والتعريفات.. من يتلاعب بالنفط اليوم؟

«أوبك+» وإيران وفنزويلا والتعريفات.. من يتلاعب بالنفط اليوم؟

مخاطر باهظة

قال ويليامز في حديث مع نائب محافظ بنك اليابان ريوزو هيمينو خلال مؤتمر البنك المركزي الذي عقد في طوكيو، إن من بين المخاطر الباهظة التي يتعين على البنوك المركزية تجنبها السماح لتوقعات التضخم بالانحراف عن أهدافها.

وأضاف: «نريد تجنب أن يصبح التضخم مستمراً للغاية، لأنه قد يصبح دائماً، والسبيل إلى ذلك هو الاستجابة بقوة نسبية وليست مفرطة او متسرعة، عندما يبدأ التضخم بالانحراف عن هدف البنك المركزي».

ويليامز قال أيضاً إن الصدمات عادةً لا تُحدث آثاراً طويلة الأمد على التضخم طالما كانت توقعات التضخم راسخة، لكنه حذّر من وجود حالة من عدم اليقين بشأن كيفية تأثير صدمات جانب العرض، كتلك الناجمة عن جائحة «كوفيد-19».

عدم اليقين

كما أكد جون وليامز: «ارتفع مستوى عدم اليقين بشكل كبير للغاية، يتعين علينا أن ندرك تماماً أن توقعات التضخم قد تتحول بأي طريقة قد تكون ضارة».

نظراً لهذه الشكوك، يتعين على البنوك المركزية أن تسعى ليس فقط إلى ترسيخ توقعات التضخم على المدى الطويل، بل وإلى ضمان التصرف بشكل جيد في التوقعات قصيرة الأجل حتى تستقر  تصورات الجمهور عن تحركات الأسعار المستقبلية نحو أهداف البنك المركزي في غضون بضع سنوات، وفقاً لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.

تعريفات ترامب

رغم أن الأسواق المالية العالمية شهدت صدمات هائلة وتقلبات في أبريل بعد إعلان ترامب فرض رسوم جمركية متبادلة شاملة، فإنها لم تشهد حلاً لتلك الأزمة حتى الآن، حسبما قال ويليامز.

أضاف وليامز: «عندما تتعرض لصدمات كبيرة وترى صدمات غير متوقعة، فمن الجيد حقاً أن يكون هناك ما يمتص تداعيات السوق».

وأدت التعريفات الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسياساته التجارية غير المنتظمة إلى تعقيد مهمة محافظي البنوك المركزية في السيطرة على الضغوط التضخمية.

قرار اللجنة

أبقت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على أسعار الفائدة دون تغيير عند 4.25-4.50%، كما هو متوقع، بتصويت بالإجماع، وأشار البيان الصادر بعد اجتماع البنك يومي 6 و 7 مايو الجاري إلى أن حالة عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية ازدادت بشكل أكبر.

قال صانعو السياسة النقدية في البنك، إن مخاطر ارتفاع البطالة والتضخم قد ارتفعت، إذ كرر بنك الاحتياطي الفيدرالي تصريحاته بأن النشاط الاقتصادي يواصل التوسع رغم أن تقلبات صافي الصادرات أثرت في البيانات.

كذلك حافظ البنك على وجهة نظره بأن التضخم لا يزال مرتفعاً إلى حد ما وأن ظروف سوق العمل قوية، مع استقرار معدل البطالة عند مستوى منخفض.

أخبار ذات صلة

الأسواق تحبس أنفاسها.. هل تخذلها «إنفيديا» أو تتجاوز ضجيج ترامب؟

الأسواق تحبس أنفاسها.. هل تخذلها «إنفيديا» أو تتجاوز ضجيج ترامب؟

رؤية باول

في مؤتمره الصحفي، أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أن البنك المركزي الأميركي في وضع جيد للاستجابة عند الحاجة، وأنه لا يزال في موقف الانتظار والترقب.

في ما يتعلق بالرسوم الجمركية، أشار باول إلى أنها كانت أكبر من المتوقع، لكنها لم تُظهر آثاراً كبيرة بعد في البيانات، رغم استمرار المخاوف.

قال باول إن «الاحتياطي الفيدرالي» سيُعدّل سياسته مع تطور الاقتصاد، مع موازنة أهداف التفويض المزدوج من خلال تقييم مدى وسرعة انحراف كل جانب عن الهدف.

بيانات أميركية

في غضون ذلك، ارتفعت ثقة المستهلك الأميركي بشكل حاد في مايو من أدنى مستوى لها في نحو خمس سنوات، مع تحسن توقعات الاقتصاد وسوق العمل وسط هدنة بشأن الرسوم الجمركية.

ورغم القلق السائد بين المستهلكين والشركات على حد سواء، فقد صمد الاقتصاد عموماً، وسوق العمل تحديداً، بشكل جيد. 

كتب ستيفن ستانلي، كبير الاقتصاديين في «سانتاندير» لأسواق رأس المال الأميركية، في مذكرة: «إن الكتاب بعيد عن الإغلاق في ما يتعلق بالرسوم الجمركية، كما رأينا خلال الأيام القليلة الماضية مع التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، لكن الأسواق المالية تبدو مستعدة لتجاوز ذلك، وتشير هذه الأرقام إلى أن الأسر قد تتحرك في هذا الاتجاه أيضاً».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC