نفور من الأبراج.. أوروبا تحتضن 1% فقط من ناطحات السحاب في العالم

أبراج في مدينة هامبورغ
أبراج في مدينة هامبورغرويترز
من أصل أطول 1000 مبنى في العالم، تحتضن دول الاتحاد الأوروبي أقل من 1%، وتحديداً 0.7% من ناطحات السحاب الموجودة في العام، وهو ما دفع مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية للبحث عن السبب، متسائلة: هل أن ذلك هو نتيجة أنظمة صارمة للغاية أم نتيجة عدم الطموح؟

كانت المباني الشاهقة في البداية ظاهرة أميركية، ثم انتشرت في كل أنحاء العالم. وأصبحت المباني ترتفع في كل مكان وتزداد علواً باستثناء أوروبا، وإن كان الأمر مختلفاً في المدن الرئيسية في دول أطراف القارة مثل  لندن واسطنبول وموسكو.

في الأميركتين الشمالية والجنوبية وآسيا، هناك عدد أكبر من المباني التي يبلغ ارتفاعها 250 متراً أو أكثر، وقريباً، سيصبح هذا هو الحال بالنسبة إلى إفريقيا.

وفي القارة العجوز حيث تندر الأراضي ويكثر عدد السكان، كان من المتوقع التهافت على بناء الأبراج، لكن ذلك لم يحدث. فأولئك الذين كانوا ينظرون إلى ناطحات السحاب كرمز للتقدم والطموح، نظروا إليها على أنها علامة على استسلام القارة وأراضيها.

 بالإضافة إلى ذلك، كانت ناطحات السحاب المبنية في أوروبا، في كثير من الأحيان غير جذابة. وكانت الأبراج الأولى في الغالب عبارة عن مساكن اجتماعية منخفضة التكلفة، وهو ما أضعف هيبة المباني الشاهقة.

أعلى برج في اوروبا

على قمة مبنى لمكاتب عادية في وسط العاصمة البولندية وارسو، يرتفع ما قد يبدو للوهلة الأولى كمثال آخر على التفوق المعماري، وهو برج على قمته سهم فولاذي طوله 80 متراً.

وبفضل ارتفاعه 310 أمتار مع السهم، يحمل برج وارسو لقب أطول مبنى مأهول، ليس فقط في المدينة، ولكن في الاتحاد الأوروبي بأكمله. ولكن من يتوقع أن يرى أعجوبة للهندسة المعمارية سيصاب بخيبة أمل. وسيكون من الصعب تمييز برج وارسو بطوابقه الـ53، وسط كثافة ناطحات السحاب الموجودة حالياً في مانهاتن وشانغهاي ودبي.

 وحتى مع سهمه، فإن المبنى البولندي لا يحتل سوى المرتبة 172 في قائمة أطول المباني في العالم، وفقاً لعشاق ناطحات السحاب في مجلس شيكاغو للمباني الشاهقة والمساكن الحضرية. وثاني أطول مبنى في أوروبا لم يدخل في قائمة أعلى 500 مبنى.

ويبدو أن أوروبا لم تدخل في التنافس العمراني المنتشر بكثرة بين دول العالم، حيث تسعى معظم الدول لبناء ناطحات سحاب تظهر من خلالها هيبة الدولة وقوّتها وتقدّمها.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com