أسعار الذهب تتقلب على وقع تطورات المنطقة وتوقعات الفائدة الأميركية
بعد ارتفاعات قوية، تخلت أسعار الذهب من جديد عن مكاسبها لتظل عالقة قرب مستويات الدعم النفسي عند 2300 دولار للأونصة، وذلك بعدما فقدت المحفزات لمواصلة الارتفاع القياسي الذي عززته التوقعات بهدوء التوترات الجيوسياسية. ولا يزال المعدن الأصفر بعيداً عن ذروته التاريخية المسجلة في منتصف أبريل المنصرم، حينما اقترب من مستويات 2450 دولاراً للأونصة.
في ظل تقييم آفاق السياسة النقدية في الولايات المتحدة وارتفاع الدولار، ومع متابعة تطورات العوامل الجيوسياسية في الشرق الأوسط، تشهد أسعار العقود الآجلة للذهب بعض التقلبات.
وكانت أسعار الذهب قد ارتفعت في بداية تعاملات الأسبوع بأكثر من 23 دولاراً للأونصة، إلا أن تعاملات يوم أمس الثلاثاء، انتهت على تراجع بعد جلسة متقلبة.
الذهب الآن
عكست أسعار الذهب تراجعاتها خلال تعاملات اليوم الأربعاء بعدما نزلت إلى مستويات 2314 دولاراً للأونصة، لتفقد اكثر من 10 دولارات.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر يونيو حتى كتابة هذا التقرير بنحو دولارين إلى مستويات 2326 دولاراً للأونصة، أو ما يعادل 0.1%.
اقرأ أيضاً- النفط تحت الضغط.. المخزونات الأميركية وهدنة غزة وعلاوة المخاطر
في الوقت ذاته، عكست العقود الفورية اتجاهها الهابط، لترتفع بنحو 4 دولارات أو ما يعادل 0.2% إلى نحو 2318 دولاراً للأونصة.
وقال مات سيمبسون كبير المحللين لدى "سيتي إندكس": "خلال الأسبوع الماضي، بنى الذهب ببطء قاعدة ليظهر أن الطلب يحوم حول 2280 دولاراً، إذ يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إثارة زخم حول الخطوة التالية التي من المحتمل أن تخفض أسعار الفائدة".
وأضاف سيمبسون: "المخاوف من احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة، ساعدت الذهب في البقاء أعلى من مستويات 2300 دولار، إذ يراقب المستثمرون عن كثب آخر التطورات في صراع الشرق الأوسط".
الذهب أمس
وعند نهاية تعاملات الثلاثاء، تراجعت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم شهر يونيو بنسبة 0.3% أو 7 دولارات إلى 2324.2 دولار للأونصة، بعد أن ارتفعت خلال التداولات إلى 2338.70 دولار.
وفي غضون ذلك انخفضت أسعار الذهب في عقود التسليم الفوري بأكثر من 6 دولارات نزولاً إلى مستويات قرب 2310 دولارات للأونصة بانخفاض 0.25%.
اقرأ أيضاً- الانتخابات الهندية تدفع "أوبن إيه آي" لإطلاق أداة لكشف التلاعبات
ويرى كيلفن وونغ، كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادي لدى "أواندا"، أن المستثمرين يتطلعون إلى الوضع السياسي في الشرق الأوسط وكيف ستسير المفاوضات الجارية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار. ورأى أنه إذا تضاءلت الآمال في التوصل إلى هدنة، فسيرتفع الذهب.
ما الذي يقود السوق؟
يرى بيتر غرانت، كبير استراتيجيي المعادن لدى شركة "زانر ميتالز" أن أسعار الذهب ظلت ضمن النطاق الأخير، إذ تواصل الأسواق تقييم الهجوم على رفح، في ظل مفاوضات وقف إطلاق النار.
وقال بيتر غرانت: "تصاعد التوترات قد يدفع المعدن الأصفر إلى اختراق مقاومة قصيرة المدى عند حوالي 2340 دولاراً، وكذلك العكس. فإن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قد يهبط بالذهب دون مستويات 2300 دولار للأونصة".
اقرأ أيضاً- تزامناً وتوترات "رفح".. الجنيه المصري يفقد تماسكه أمام الدولار
في المقابل أشار غرانت إلى أن ما يدعم بقاء الذهب أعلى مستويات 2300 دولار، يرجع إلى إقبال البنوك المركزية على التحوط بالمعدن الأصفر الذي لا يزال أحد أهم وسائل التحوط.
وأظهرت بيانات أن الصين تمتلك 72.8 مليون أونصة من الذهب كما في نهاية أبريل، ارتفاعاً من 72.74 مليون أونصة في نهاية مارس. وارتفعت قيمة احتياطيات الصين من الذهب إلى 167.96 مليار دولار في نهاية أبريل من 161.07 مليار دولار بنهاية مارس.
تحركات الفائدة
قال يب جون رونغ، المحلل الاستراتيجي لأداء السوق في "آي جي": "إن البيانات الأميركية الضعيفة توفر المزيد من المرونة في السياسة لمجلس الاحتياطي الاتحادي في ما يتعلق بتخفيض أسعار الفائدة، ما يمهد الطريق لاستقرار أسعار الذهب".
ووفقا لأداة فيد ووتش التابعة لـ"سي إم إي"، فإن الأسواق تتوقع الآن بنسبة 64% خفض أسعار الفائدة الأميركية في سبتمبر، بعدما نزلت هذه النسبة إلى ما دون 50% قبل البيانات.
وتتوقع الأسواق الآن أن الفيدرالي الأميركي قد يقوم برفع الفائدة مرتين على قل بدءاً من اجتماع سبتمبر، بـ50 نقطة أساس بدلا من 25 نقطة قبل صدور البيانات.
وأظهرت بيانات يوم الجمعة أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة تباطأ أكثر من المتوقع في أبريل، مما عزز التوقعات بأن البنك المركزي الأميركي سيبدأ خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام الجاري.