تراجعت عقود مؤشرات الأسهم الأميركية اليوم الاثنين قبل الافتتاح الرسمي للأسواق، بعد أن خفّضت وكالة «موديز» التصنيف الائتماني للولايات المتحدة؛ ما أثار مخاوف متزايدة بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع مستويات الدين العام.
فبحلول الساعة الـ12 بتوقيت غرينتش، تراجعت عقود مؤشر «داو جونز» 0.6%، وانخفضت عقود «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 1%، بينما تراجعت عقود «ناسداك 100» بنسبة 1.4%.
ويأتي هذا التراجع بعد أسبوع قوي في «وول ستريت»، حيث استقبل المستثمرون بارتياح اتفاق البيت الأبيض مع الصين بشأن خفض مؤقت للرسوم الجمركية؛ ما دعم موجة صعود واسعة قادها مؤشر «ناسداك» الذي قفز بأكثر من 7%، فيما ارتفع «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 5%، وحقق «داو جونز» مكاسب تجاوزت 3% ليعود إلى المنطقة الإيجابية منذ بداية عام 2025.
وأعلنت وكالة «موديز» يوم الجمعة الماضي تخفيض التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة من «Aaa» إلى «Aa1»، لتكون بذلك آخر وكالة من بين الثلاث الكبرى تسحب التصنيف الممتاز الذي حصلت عليه أميركا منذ عام 1919.
وعزت «موديز» قرارها إلى تضخم الدين العام الأميركي الذي تجاوز 36 تريليون دولار، مشيرة إلى أن سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بخفض الضرائب قد تؤدي إلى تفاقم هذا الدين. وكانت لجنة في مجلس النواب الأميركي أقرت، الأحد، مشروع قانون ضريبي واسع النطاق قدمه ترامب، تمهيداً للتصويت عليه هذا الأسبوع رغم معارضة بعض الجمهوريين. ويتوقع أن يضيف هذا القانون بين 3 و5 تريليونات دولار إلى الدين العام خلال عشر سنوات.
وقد قوبل قرار «موديز» بانتقادات شديدة من إدارة ترامب، التي أكدت أنها تبنت عدة إجراءات لخفض الإنفاق العام ومستويات الدين، غير أن هذه الإجراءات، وعلى رأسها الجهود التي تقودها وزارة «كفاءة الحكومة» بإدارة إيلون ماسك، لم تحقق نتائج تُذكر حتى الآن.
ويترقب المستثمرون تصريحات عدد من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) خلال اليوم، بينهم رئيس فرع أتلانتا رافاييل بوستيك، ورئيسة فرع دالاس لوري لوجان، ورئيس فرع نيويورك جون ويليامز، في محاولة لاستشراف ملامح السياسة النقدية المقبلة.
وفي تطوّر موازٍ، قال دونالد ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع إن على شركة «وولمارت» تحمّل التكاليف الناجمة عن زيادة الرسوم على الواردات، محذراً إياها من تمرير الزيادات إلى المستهلكين.
وجاءت تصريحاته بعد أن أعلنت «وولمارت» الأسبوع الماضي أنها لن تتمكن من امتصاص كامل تكاليف الرسوم، وستضطر إلى رفع الأسعار على مجموعة من السلع العامة القادمة من الصين، حتى في ظل خفض الرسوم المؤقت الذي تم الاتفاق عليه مؤخراً بين واشنطن وبكين.
وسلطت تصريحات «وولمارت» الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجهها الشركات الأميركية المعتمدة على الواردات، في وقت يتمسك فيه ترامب بسياسة الرسوم الجمركية كأداة تفاوضية. وتُعد «وولمارت» أكبر شركة بيع بالتجزئة في العالم، وتُعتبر مؤشراً رئيساً على قوة المستهلك الأميركي.
وفي تطوّر بارز على صعيد قطاع التكنولوجيا، كشف المدير التنفيذي لشركة «إنفيديا» جنسن هوانغ، اليوم الاثنين، عن مجموعة من التقنيات الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، موجهة للاستخدامين المؤسسي والفردي، وذلك خلال كلمته الرئيسية في معرض «كمبيوتكس» لتقنيات الذكاء الاصطناعي في تايوان.
وخلال عرض استمر قرابة الساعتين في العاصمة تايبيه، كشف هوانغ عن تقنيات متقدمة لمراكز البيانات، ومنتجات للحوسبة السحابية والاستخدامات الشخصية، إلى جانب برمجيات ذكاء اصطناعي مخصصة للروبوتات.