خوفاً من الذكاء الاصطناعي.. واشنطن تتخذ أقوى إجراء عالمي

في ظل تنامي المخاوف من أن تخرج طفرة الذكاء الاصطناعي التي يشهدها العالم عن السيطرة، تزامنًا وظهور سيناريوهات تعتقد في انقلاب الذكاء الاصطناعي في يوم ما على البشر، لجأت الولايات المتحدة إلى حزمة من القرارات غير المسبوقة، جنبًا إلى جنب وسعي المملكة المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع إلى إصدار قرارات مشابهة.

ووفقًا لبيان البيت الأبيض، فقد أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن "أقوى إجراء عالمي حتى الآن" بشأن سلامة الذكاء الاصطناعي.

وأعلن البيت الأبيض عما أسماه "أهم الإجراءات التي اتخذتها أي حكومة على الإطلاق لتعزيز مجال سلامة الذكاء الاصطناعي".

نص القرار

ووفقًا للقرار: صدر أمر تنفيذي من الرئيس جو بايدن إلى مطوري الذكاء الاصطناعي (AI) بوجوب مشاركة نتائج السلامة مع الحكومة الأميركية.

ويمنح القرار الصادر الولايات المتحدة القدرة على الوصول لكافة مستجدات أبحاث التطوير التي تعكف عليها شركات تطوير الذكاء الإصطناعي داخل أميركا.

وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن مع الإعلان عن إجراءات السلامة بتسخير قوة الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على سلامة الأميركيين".

قمة مرتقبة

واستضافت حكومة المملكة المتحدة الأسبوع الماضي قمة حول سلامة الذكاء الاصطناعي برعاية رئيس الوزراء ريشي سوناك.

وبدأ الاجتماع الذي يستمر يومين في 1 نوفمبر في بلتشلي بارك، وكان الدافع وراء ذلك هو المخاوف من أن التقدم السريع لأنظمة الذكاء الاصطناعي.

ومن بين تلك المخاوف أن يؤدي التطوير إلى مشاكل مثل تطوير أسلحة بيولوجية أكثر فتكا والمزيد من الهجمات السيبرانية التي تصيب الحكومات بالشلل.

سقف أولي

وقال رجل الأعمال التكنولوجي وخبير الذكاء الاصطناعي غاري ماركوس: "إن إعلان الولايات المتحدة يبدو أن واشنطن لا تريد أن تتفاجأ بأي تطورات او نتائج غير مدروسة أو متوقعة".

وأضاف غاري ماركوس: "الأمر التنفيذي الذي أصدره بايدن يضع سقفًا أوليًا لطموح الشركات العاملة في الذكاء الاصطناعي ، ويركز على المخاطر الحالية والطويلة الأجل في هذا القطاع".

وفي الوقت ذاته، أوضح غاري ماركوس أن قمة المملكة المتحدة ضيقت نطاق تركيزها إلى حد كبير، حيث ركزت في المقام الأول على المخاطر طويلة المدى، مع عدم التركيز بشكل كافٍ على الوضع الحالي.

ريادة واشنطن

وقال أليكس كراسودومسكي، كبير الباحثين المشاركين في تشاتام هاوس: "إن الأمر التنفيذي الأخير أظهر أن الولايات المتحدة تعتبر نفسها رائدة فيما يتعلق بكيفية التعامل مع مثل هذه التهديدات".

وقال بايدن للصحفيين والعاملين في مجال التكنولوجيا في البيت الأبيض: "بينما يعمل الذكاء الاصطناعي على توسيع حدود الإمكانات البشرية، ويختبر حدود الفهم البشري، فإن هذا الأمر التنفيذي التاريخي يضع سقفًا للحماية من انقلاب طموح التطور إلى أمر مفزع لا يتوقعه أحد".

وأضاف بايدن: "السلامة والأمن والثقة والانفتاح على رأس أولوياتنا، ويجب أن تظل الولايات المتحدة رائدة في هذا الأمر".

الإجراءات الأميركية

وتضمن القرار إنشاء معايير جديدة للسلامة والأمن للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التدابير التي تتطلب من شركات الذكاء الاصطناعي مشاركة نتائج اختبارات السلامة مع الحكومة الفيدرالية.

جنبًا إلى جنب وحماية خصوصية المستهلك، من خلال إنشاء إرشادات يمكن للوكالات استخدامها لتقييم تقنيات الخصوصية المستخدمة في الذكاء الاصطناعي.

إضافة إلى المساعدة في وقف التمييز بين خوارزميات الذكاء الاصطناعي وإنشاء أفضل الممارسات بشأن الدور المناسب للذكاء الاصطناعي.

وتضمنت القرارات إنشاء برنامج لتقييم ممارسات الرعاية الصحية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي حول كيفية استخدام المعلمين لأدوات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول.

ولفت القرار إلى ضرورة العمل مع شركاء دوليين لتطبيق معايير الذكاء الاصطناعي حول العالم.

تتخذ إدارة بايدن أيضًا خطوات لتعزيز القوى العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي. اعتبارًا من يوم الاثنين، يمكن للعاملين ذوي الخبرة في الذكاء الاصطناعي العثور على فرص عمل ذات صلة في الحكومة الفيدرالية.

قمة لندن

وحضرت قمة لندن نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس وكبار المديرين التنفيذيين من عمالقة التكنولوجيا الأميركيين إلى المملكة المتحدة، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

واجتمع قادة العالم مطلع نوفمبر الجاري لمناقشة سلامة الذكاء الاصطناعي في قمة الذكاء الاصطناعي التي نظمتها حكومة المملكة المتحدة، والتي وصفتها بأنها "الأولى على مستوى العالم".

وركزت القمة على المخاوف المتزايدة بشأن تداعيات ما يسمى بالذكاء الاصطناعي الحدود.

سباق عالمي

وفي إشارة إلى السباق العالمي لوضع ضوابط رقابية على أبحاث الذكاء الإصطناعي، لفت أليكس كراسودومسكي، كبير الباحثين المشاركين في تشاتام هاوس، إلى أن بكين ابتكرت هى الأخرى عددًا من القواعد الصارمة للذكاء الاصناعي.

وبينما أصدرت واشنطن تلك القرارات لا يزال الاتحاد الأوروبي بصدد إقرار قانون الذكاء الاصطناعي، وفقًا لكبير الباحثين المشاركين في تشاتام هاوس.

بينما تتجه مجموعة الدول الصناعية السبع (G7) للاتفاق على مدونة سلوك للشركات التي تعمل على تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة.